في ظل غياب أي تعاون أمني ميداني بين العراقوإيران، تحولت منطقتا "بدرة" و"زرباطية" العراقيتان الحدوديتان إلى بؤرة رئيسية لمهربي المخدرات في المنطقة برمتها. وقالت معلومات واردة من محافظة الكوت واسط، على بعد 200 كلم جنوببغداد، إن عدم وجود قوات كافية لحماية الحدود أدى إلى نشوء عصابات كبيرة للاتجار في المخدرات وتزييف العملة. ودعا اللواء في الشرطة العراقية منعم عبدالرزاق، المسؤول عن مكافحة المخدرات في محافظة الكوت، بعض ضباط الجيش العراقي المنحل الموجودين في المنطقة إلى الالتحاق بالشرطة للمساعدة في السيطرة على الوضع الخطير الناشىء عن تجارة الكوكايين. وكشف مصدر في شرطة الكوت ل"الحياة" أن وزارة الداخلية العراقية تنوي نشر 1200 حارس حدود في "بدرة" و"زرباطية" خلال الشهر المقبل في محاولة "للحد من تهريب المخدرات من إيران إلى مناطق مختلفة في العراق". وتبدو القوات البولندية والأوكرانية عاجزة عن مكافحة مهربي المخدرات في ظل غياب قوات محترفة من الشرطة والجيش العراقيين، الأمر الذي دفع محافظ الكوت نعمة سلطان باشا آغا، إلى طرح موضوع التعاون الأمني بين العراقوإيران باعتباره الإجراء الأكثر فعالية لمواجهة تسرب المخدرات إلى العمق العراقي. ويثير الأمر قلق أهالي الكوت الذين يعلنون صراحة استياءهم وخوفهم على شبانهم من انتشار المخدرات وما يترتب عليه من ارتفاع في معدلات جرائم القتل والسلب. وقال محام عراقي ل"الحياة" إن عشرات الإيرانيين والأفغان والأتراك أوقفوا في مركز شرطة "البلدة" وسط الكوت وفي قضاء "بدرة" بعدما ضبطت بحوزتهم كميات من الكوكايين والخشخاش. وأضاف أن المهربين يتوزعون في مجموعات تضم كل منها ثلاثة او خمسة أشخاص.