انتهى "اسبوع الآلام" الاخير في البورصات العالمية بكارثة رفعت حجم خسائر الاسهم الدولية منذ مطلع السنة الى نحو 25 تريليون دولار، من دون احتساب الخسائر في اقتصادات العالم وانعكاساتها على القوة المنتجة وحتى على النمو ومستقبل اسواق المال التي بدأت"تتحلل". واصبحت اسعار الاسهم عند ادنى مستوى منذ تشرين الاول اكتوبر 1982. وجرت مشاورات للبحث في امكانات تعليق العمل في البورصات لترتيب وضع الاجراءات التي سيتخذها اجتماع المسؤولين الماليين في"مجموعة السبع"موضع التنفيذ قبل انعقاد قمة لمجموعة الثماني لكن البيت الابيض استبعد تعليق العمل في الاسواق الاميركية، وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض:"لا توجد أي خطط أو مناقشات للتدخل في عمل الاسواق في الولاياتالمتحدة". وأعلنت فرنسا أن رؤساء دول وحكومات الإتحاد الأوروبي سيعقدون قمة طارئة لبحث الأزمة المالية. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن القمة"ستناقش وضع خطة عمل مشتركة لمنطقة اليورو والمصرف المركزي الأوروبي". وخسر مؤشر"ام اس سي اي"في لندن الذي يقيس اداء الشركات العالمية نسبة 19 في المئة في اسبوع وفي اكبر نسبة منذ بدء احصاءاته في العام 1970 بينما خسر مؤشر"ستاندارد اند بور - 500"الاميركي في اسبوع التداول الاخير نسبة 17.3 في المئة. وكانت الايام الخمسة الاخيرة شهدت تراجع مؤشر"داو جونز"في بورصة نيويورك الى اقل من 8 آلاف نقطة 7915 نقطة، بعد خسارة 2271 نقطة في 7 جلسات متتالية، من اعلى مستوى حققه فوق 14 الف نقطة قبل عام، بينما تراجع مؤشر"فايننشال تايمز - 100"الى اقل من 4 آلاف نقطة، بينها خسارة 666.3 نقطة في اسبوع، من ذروته المحققة سابقاً عندما تجاوز سبعة آلاف نقطة. ووفق احصاءات مالية يمكن تلمس حجم الخسائر في السوق المالية خصوصاً ان الحجم العام للاسهم الدولية كان تجاوز مستوى 60.9 تريليون دولار في نهاية العام 2007 بينما زاد حجم سوق المشتقات المالية على 480 تريليون دولار، اي ما يزيد 12 على حجم الاقتصادات الدولية. ويصل حجم السندات السيادية في العالم الى 45 تريليون دولار منها 25 تريليون فقط للسندات الاميركية. ويصل حجم حركة الاموال الدولية يومياً الى 4 تريليونات دولار وفق احصاءات بنك التسويات الدولية نهاية العام الماضي. وكانت بريطانيا اول من اصدر سندات في العالم العام 1693 لتمويل الحرب على فرنسا في حينه. وتقارب خسائر اسواق الاسهم في العالم تقريباً حجم الناتج المحلي الاميركي 13.7 تريليون دولار والاوروبي 14 تريليوناً مجتمعين. وهي بنسبة ثلاثة اضعاف الناتج المحلي في كل من الصين 7 تريليونات والهند تريليونا دولار. وكانت بورصات باريس وفرنكفورت ولندن انهت تداولاتها الجمعة على تراجع حاد. واقفل مؤشر"كاك - 40"جلسة الجمعة متراجعا 7.73 في المئة عند 3176.49 نقطة بخسارة 266.21 نقطة. ومؤشر"داكس"متراجعاً بنسبة 7.01 في المئة عند 4544.31 نقطة مقابل 4887.00 نقطة عند اغلاق الخميس. واغلق مؤشر"فايننشال - 100"الجلسة متراجعا بنسبة 8.85 في المئة عند 3932.06 نقطة وهو ادنى تراجع يومي له منذ انهيار تشرين الاول اكتوبر 1987. ووفق وسطاء السوق في لندن"لا تبدو اجراءات خفض الفائدة بمعدل نصف نقطة كافية كما ان ضخ الاموال الحكومية الرخيصة في السوق لم يعد يعني الكثير في حركة السوق المتوترة"كما اعتبر كريس حسين من شركة"او دي ال"للوساطة المالية. و قال جيم روجرز من"روجرز هولدينغز"لتلفزيون"بلومبيرغ":"ان على وزراء المال والخزانة في الدول الصناعية الخروج بقرارات اوسع نطاقاً وبوحدة حقيقية في التصدي للأزمة والا سيستمر الناس ببيع كل شيء". ومع استمرار تراجع قيم الاسهم في مختلف البورصات الدولية شهد يوم امس اتصالات ديبلوماسية واقتصادية، سبقت اجتماع وزراء مال وحكام المصارف المركزية في مجموعة السبع، بين البيت الابيض وقادة المجموعة اضافة الى روسيا للبحث في امكانات انعقاد قمة قادة مجموعة الثماني في اقرب فرصة. وسيستقبل الرئيس جورج بوش اليوم، وفي اول مبادرة من نوعها، المسؤولين الماليين في مجموعة السبع"لتبادل الآراء في شأن الأزمة"كما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة"نيويورك تايمز". وكان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف تحدث عن هذه الاتصالات وقال:"انها لم تُسفر بعد عن تحديد موعد". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح عقد قمة طارئة لمجموعة الثماني قبل نهاية السنة. وذكرت"نيويورك تايمز"ان رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي وزعيم الغالبية في الكونغرس هاري ريد حضا بوش على عقد قمة طارئة للدول الصناعية بحضور روسيا. وقال الرئيس بوش ان لدى ادارته الادوات لمكافحة الازمة الاقتصادية، التي عزاها الى"انعدام الثقة والخوف"لكنه لم يشرح ما هي هذه الادوات ومتى سيستخدمها. واشار في كلمة امس الى ان المخاوف مبررة لكن"القلق يغذي القلق ما قد يزيد من صعوبة فهم الاجراءات المتخذة"لمعالجة المشكلة. وحض مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان الحكومات على ضمان بلايين الدولارات من الديون المصرفية لتهدئة الاسواق. وقال:"لا يعني هذا ودائع مصارف التجزئة فحسب بل ودائع ما بين المصارف الانتربنك وسوق النقد بحيث يمكن استئناف النشاط في هذه الاسواق المهمة"اضافة الى"تشديد الرقابة والقيود على أسعار الودائع المعروضة". وأدت الأزمة المالية الى تراجع اسعار الخام دون مستوى 80 دولاراً في وقت لن تعقد منظمة"اوبك"اي اجتماع لدرس الاسعار والانتاج قبل 40 يوماً.