انشغلت الساحتان اللبنانية والإسرائيلية ومعهما القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان يونيفيل، بإعلان اسرائيل سقوط صاروخي"كاتيوشا"في شمالها انطلاقاً من لبنان. وبينما تضاربت المعلومات الإسرائيلية أولاً عن الحادث، بين إعلان ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان الصاروخين من مخلفات الحرب ثم تصحيح الخبر بأنهما أطلقا من جنوبلبنان، لم تؤكد"يونيفيل"الخبر ولم تنفه بينما كان خبراؤها يحققون في الأمر على جانبي الحدود. ونفت مصادر أمنية لبنانية انطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى التناقض في الروايتين الإسرائيليتين. وقالت المصادر لپ"الحياة"إن خبراء فنيين من"يونيفيل"تفقدوا المنطقة الحدودية من الجانب اللبناني ولم يعثروا على أثر لاطلاق الصاروخين. اما"حزب الله"فرفض التعليق على الخبر. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية إسرائيلية ترجيحها أن إحدى المنظمات الصغيرة في لبنان هي التي أطلقت الصاروخين وليس"حزب الله". ونقلت"رويترز"عن مسؤولين في الشرطة والجيش الإسرائيليين أن صاروخين أطلقا من لبنان على قرية شلومي ما أدى الى وقوع أضرار مادية.وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد:"أطلق صاروخان من طراز كاتيوشا على شمال إسرائيل الليلة الماضية من لبنان". واتفقت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي في الرأي مع استنتاجات الشرطة. وكانت الناطقة قالت إن"الانفجار قبل الفجر في شلومي ربما يكون ناجماً عن انفجار مخلفات قديمة". وقال رئيس بلدية شلومي جابي نعمان لراديو الجيش الاسرائيلي إن"سقوط الصاروخين حدث أثناء عاصفة مطيرة الليلة الماضية واعتقد السكان أن الانفجارين عبارة عن صوت الرعد". وأضاف أنه تم العثور على بقايا الصاروخين عند طلوع النهار. في هذه الأثناء أفادت"الوكالة الوطنية للإعلام"الرسمية اللبنانية، ان قوات الاحتلال كثفت دورياتها المؤللة في مواجهة الأراضي اللبنانية ومراقبتها لها. وعززت"يونيفيل"حركتها الميدانية على مختلف محاور المنطقة الحدودية وصولاً الى أطراف مزارع شبعا، وكذلك فعل الجيش اللبناني. وحملت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصاروخين باتجاه أراضيها الشمالية، وربطته بجولة الرئيس الأميركي جورج بوش في المنطقة، التي تبدأ اليوم. ووصف وزير الدفاع إيهود باراك سقوط الصاروخين بپ"الحدث الخطير". لكنه أكد"أننا لن نغير الوضع القائم"عند منطقة الحدود. وأوضح أنه يعتزم البحث مع ضباط الجيش والاطلاع على ما حدث والتفكير واتخاذ قرار في شأن نوعية أداء إسرائيل بعد ذلك. وقال وزير تطوير النقب والجليل يعقوب إدري إن"إسرائيل تضع المسؤولية على حكومة لبنان". وأضاف:"علينا أن نتذكر أن في لبنان قوة دولية مهمتها منع إطلاق صواريخ كهذه". وتابع إدري:"يبدو أن تنظيمات المخربين تحاول تسخين الجبهة لتذكيرنا بوجودهم أثناء زيارة الرئيس بوش المنطقة". اما وزير الخارجية السابق عضو الكنيست سيلفان شالوم من حزب الليكود المعارض فقال إن"إطلاق الصاروخين يؤكد فشل إسرائيل في حرب لبنان الثانية وعدم تمكنها من القضاء على تهديد صواريخ الكاتيوشا". اعادة الراعي اللبناني إلى ذلك، أعادت القوات الإسرائيلية المواطن اللبناني فادي أحمد عبد العال من بلدة حلتا الجنوبية، بعدما اختطفته أول من أمس أثناء رعيه قطيعاً من الماعز في مزرعة بسطرة الى الغرب من بلدة كفرشوبا، وسلمته الى"يونيفيل"التي سلمته بدورها الى الجيش اللبناني. وقالت مصادر أمنية لپ"الحياة"إن"الجيش وپ"يونيفيل"اصطحبا عبد العال الى كفرشوبا ودلهما الى النقطة التي خطف فيها، وتبين أن الإسرائيليين توغلوا بين 225 و250 متراً في الأراضي اللبنانية. وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني بيان قالت فيه:"في خرق واضح للسيادة الوطنية، أقدمت قوات العدو الاسرائيلي في تاريخ 7/1/2008 على خطف المواطن فادي عبد العال من داخل الأراضي اللبنانية في البقعة المقابلة لمزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بعمق 225 متراً، واقتادته الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأعيد تسليمه صباح اليوم الى الجيش اللبناني بواسطة قوات الأممالمتحدة الموقتة في الجنوب". على صعيد آخر، يو بي أي كشف كتاب جديد، سيصدر خلال الأسبوع الحالي في إسرائيل، أن الحكومة رفضت اقتراحاً قدمته الأممالمتحدة في بداية حرب تموز لتسليم الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما"حزب الله" للحكومة اللبنانية مقابل وقف إطلاق النار.