كثفت اسرائيل في الأيام والساعات الأخيرة عملياتها العسكرية في الاراضي الفلسطينية في خطوة يرى الكثيرون انها تهدف الى تكريس دورها الامني عشية الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس جورج بوش للمنطقة. وتشمل العمليات العسكرية الضفة الغربية وقطاع غزة على السواء، ففي غزة واصل الجيش الاسرائيلي قصف مقار ومناطق تستخدمها المجموعات المسلحة، وسقط في الساعات ال48 الأخيرة 12 شخصا، بينهم مدنيون تعرضت منازلهم للقصف. اما في الضفة، فواصل الجيش عملية عسكرية واسعة بدأها الخميس الماضي في مدينة نابلس واعتقل خلالها نحو 30 ناشطا. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن مساعدين لرئيس الوزراء ايهود اولمرت القول انه سيطالب الرئيس الاميركي بممارسة ضغط على الفلسطينيين في مقابل الضغط الذي سيُمارس عليه في موضوع الاستيطان. وخلص محلل اسرائيلي بارز الى القول ان اولمرت سيطالب بمعادلة"الامن في مقابل تجميد الاستيطان خلف الجدار، مشيرا الى ان الاستيطان سيتواصل في الكتل الاستيطانية الواقعة غربي الجدار، بما فيها مستوطنات القدس واحياؤها. وذكرت وسائل اعلام اخرى عن مصادر مقربة من اولمرت انه سيطالب بأن يكون الكيان الفلسطيني الذي سيعقب اي حل سياسي مقبل مجردا من السلاح، وبدور ووجود عسكري اسرائيلي دائم على الحدود مع الاردن. وأثارت العمليات العسكرية الاسرائيلية السلطة الفلسطينية التي اتخذت في الاشهر الاخيرة خطوات مهمة في اعادة فرض النظام والقانون في الضفة. واعلن رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض امس الغاء زيارة كان من المقرر ان يقوم بها امس للقاهرة، من اجل متابعة التطورات الامنية خصوصا في مدينة نابلس. ويعتبر فياض نجاحه في فرض الامن والنظام في نابلس نجاحا استراتيجيا مهما سيقود الى نجاحه في باقي الضفة. وطغت العمليات العسكرية الاسرائيلية على اجندة الوفد الفلسطيني الذي يزور واشنطن للتحضير لزيارة بوش. وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو الوفد ياسر عبد ربه ان الوفد بحث مع المسؤولين الاميركيين التصعيد الاسرائيلي الاخير، معتبرا اياه رسالة مسبقة لزيارة بوش ومحاولة لضرب انجازات الحكومة الفلسطينية. واضاف:"طالبنا الادارة الاميركية بالضغط على اسرائيل لتوقف فورا تصعيدها في قطاع غزة والضفة". من جانبه، عبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس عن امله في ان ينجح بوش خلال زيارته في"الزام اسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها الواردة في البند الاول من خريطة الطريق"، في اشارة الى وقف النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة وانسحاب اسرائيل من المناطق الفلسطينية التي اعادت احتلالها منذ اندلاع الانتفاضة. وقال عريقات لوكالة"فرانس برس":"نأمل في ان تحقق الزيارة هدف وضع فرق رقابة على الارض تكون حكما ليكون الجانب الاسرائيلي ملتزما تطبيق الاستحقاقات المطلوبة منه بوقف النشاطات الاستيطانية وازالة البؤر الاستيطانية وفتح مكاتب القدس ووقف الاعتداءات الاسرائيلية وخلق اجواء من الثقة المتبادلة بين الجانبين". كما عبر عن امله في"تفعيل الآلية الثلاثية الفلسطينية - الاسرائيلية - الاميركية برئاسة الطرف الاميركي، على ان يقوم بدور الحكم باعتباره ممثلا للجنة الرباعية الدولية". وقال عريقات ان زيارة بوش الى المنطقة"في غاية الاهمية"ف"عليه مسؤولية كبيرة كونه الوحيد في العالم القادر على الزام اسرائيل ... ولا يأتي للمنطقة للتفاوض بديلا عن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي". واضاف ان"اللقاءات الفلسطينية - الاسرائيلية مستمرة، لكنها تحتاج الى دعم وجهد دولي، خصوصا الاميركي". واشار الى ان اسرائيل"اغتالت منذ مؤتمر انابوليس 84 شهيدا فلسطينيا، واعلنت عن سبعة عطاءات استيطانية في القدس، واصيب مئات الفلسطينيين خلال الاقتحامات المتواصلة للمدن في الضفة والقصف في غزة".