الأمواج فوق الصوتية هي في الحقيقة عبارة عن ذبذبات صوتية سريعة جداً لا تسمعها الأذن ولا تسير في الهواء بل في السوائل فقط ويقوم جهاز خاص بإرسال ملايين النبضات الصوتية ذات الترددات العالية التي تخترق الجسم في اتجاه عضو معين من خلال مجس قبضة معدنية يوضع في تماس مع الجلد، ومن ثم ترتد هذه الموجات عائدة الى المجس ذاته ثم الى الجهاز الخاص الذي يعمل إلكترونياً على ترجمة ما يصله من موجات الى صورة يقرأها الطبيب، وطبعاً ان تحريك المجس من موقع الى آخر يعطي صوراً مختلفة. هذا هو باختصار الفحص بالأمواج فوق الصوتية. ان الولادة الحقيقية لفكرة استخدام الموجات فوق الصوتية كانت في سويسرا في عام 1822 على يد العالم الفيزيائي دانييل كولاديين الذي حاول قياس استعمال هذه الموجات لقياس سرعة الصوت في بحيرة جنيف، ومن ثم توالت الأبحاث ليتم ابتكار اول رادار صوتي اسمه السونار في الولاياتالمتحدة في عام 1914 الذي استخدم لرصد مواقع الألمان في البحر. لكن الانتظار استمر الى بداية الأربعينات حتى شهد العالم انبثاق اول جهاز للأمواج فوق الصوتية يستخدم في التشخيص الطبي وذلك من قبل العالم النمسوي كارل تيودو. ومع حلول الثمانينات من القرن الماضي ظهر اول جهاز للتصوير الحي بالأمواج فوق الصوتية ثنائي الأبعاد. وبعد مرور سنوات قليلة سمح الربط بين جهاز الأمواج فوق الصوتية والكومبيوتر بولادة أول جهاز مكن من أخذ صور ثلاثية الأبعاد للجنين. غير ان التطورات الهائلة في عالم الكومبيوتر والسرعة الكبيرة في حساب وقراءة المعلومات واختزانها، سمحت بتحقيق قفزة نوعية في عام 1996 هي ابتكار البعد الرابع للصورة الثلاثية الأبعاد، وبالطبع فإن هذا البعد هو زمني يمكّن من قراءة العضو الذي يشمله الفحص على حقيقته. إن اللجوء الى التصوير بالأمواج فوق الصوتية يتم في مجالات طبية متعددة منها: - الحمل والتوليد مثل التشخيص الباكر للحمل ومتابعته وتحديد عمر الجنين، والتعرف على جنسه، وتحديد موقع المشيمة وموضع الجنين، وتشخيص الحمل خارج الرحم، والحمل المتعدد، والتوأمي، والتعرف على آفات الحوض مثل كيسة المبيض والخراج والورم. وفحص الثدي بالأمواج فوق الصوتية مفيد في التعرف على آفات الثدي الكيسية والصلبة والتفريق بينها ومراقبة تطور الكتل الليفية الكيسية. - في مجال القلب والأوعية الدموية، يسمح الفحص بمعرفة موضع وحركة الصمامات القلبية وحجمها وجدار عضلة القلب واتجاه الدم ضمن تجاويفه. ويعطي الفحص معلومات مهمة في حال وجود أي تضيق أو تدل في صمامات القلب وفي حال اصابة الغشاء المحيط بالقلب وجلطة جدار البطين أو الأذينة. وينجز في الوقت نفسه فحص الشريان السباتي الصاعد من القلب عبر الرقبة الى الدماغ من اجل كشف اية تضيقات فيه. - في مجال الغدة الدرقية يساعد الفحص في قراءة حجم الغدة وشكلها وموقعها الطبيعي. وفي رصد الآفات المرضية الموجودة فيها مثل الكيسات والأورام السليمة والخبيثة. - في مجال الكلية، يمكن الفحص بالأمواج فوق الصوتية في تشخيص اصابات متعددة مثل الأورام والكيسات والاستسقاء تجمع الماء والخراجة والحصيات وانسداد الحالب والورم الدموي والتهاب الكلية. - في مجال الكبد والمرارة والبانكرياس والطحال، يساعد الفحص في تشخيص أورام الكبد وخراجاته وتوسع القنوات داخل الكبد، وفي تحري أورام وحصيات المرارة وأورام وحصيات وكيسات وخراجات البانكرياس والطحال. - في مجال البروستاتة والخصية، يرصد الفحص أي ضخامة في غدة البروستاتة السليمة والخبيثة. ايضاً يمكّن الفحص من تحري أورام الخصية الحميدة والسرطانية ومن التعرف على وجود إصابة بالدوالي أو بالقلية المائية تكوم الماء حول الخصية أو بالفتق أو بانفتال الخصية.