بعد العثور على 19 جثة بينها عشر جثث مقطوعة الرأس في بلدة المقدادية، طالب وجهاء محافظة ديالى بتولي العشائر الملف الأمني فيها، واتهموا أجهزة الأمن بالفشل في مهماتها، والجماعات المسلحة والأحزاب السياسية بفرض سيطرتها على بعض المناطق ما أفشل جهود المصالحة. وكانت الشرطة العراقية عثرت على 19 جثة قُتل أصحابها خلال الأيام الماضية قرب بلدة المقدادية، فيما قُتل شخص وأُصيب ثلاثة آخرون من عائلة واحدة عند حاجز نصبه مسلحون من تنظيم"القاعدة"في قرية البدوانية الواقعة الى الطريق الرئيس المؤدي إلى قضاء الخالص. وأكد مصدر في مركز التنسيق المشترك في قضاء المقدادية ل"الحياة""نقل 16 جثة مجهولة الهوية بعضها بلا رؤوس الى وحدة الطبابة العدلية في مدينة بعقوبة"، لافتاً الى"أن الجثث عُثر عليها في أوقات متباينة خلال العمليات العسكرية". وحمّل وجهاء في المقدادية الحكومة والقوات الأميركية مسؤولية تردي الأمن في المنطقة، فيما دعا شيوخ العشائر إلى المطالبة بتولي الملف الأمني في الأقضية والنواحي. وقال ل"الحياة"الشيخ طه الزهيري أحد وجهاء بعقوبة إن"الجماعات المسلحة التي يُطلق عليها اسم الميليشيات تفرض سيطرتها على غالبية مناطق ديالى حيث هناك توتر طائفي بين الأحياء بسبب وجود هذه الجماعات"، مؤكداً"فشل مشاريع المصالحة أو إفشالها عن طريق الخطف والقتل الذي تنفذه تلك الجماعات". وطالب الزهيري بأن"تتولى العشائر التي تمتلك نفوذاً في الأحياء والأقضية المهمات الأمنية فيها". ودعا الشيخ سلام العزي أحد شيوخ عشائر العزة الى"شن حملة أمنية واسعة على الميليشيا المسلحة بغرض تأمين المناطق والنواحي بدلاً من الحكومة والمؤسسات الشرعية". وفي هذا الاطار، أطلقت القوات الأميركية في بعقوبة رئيس ديوان الوقف السني وخطيب جامع المقدادية الكبير الشيخ حسن الملا و20 معتقلاً آخرين. يشار إلى أن القوات الأميركية اعتقلت الملا لاتهامه بأعمال عنف في ديالى وارتباطه بتنظيم"القاعدة". ويعتبر الملا من أبرز القيادات الدينية في ديالى وأحد أبرز علماء الدين في"هيئة علماء المسلمين"، وذلك قبل انتقاله الى رئاسة"ديوان الوقف السني"في بعقوبة.