دعا المرشد الأعلى علي خامنئي الفصائل المتنافسة في إيران إلى ألا "يدمروا" بعضهم بعضاً في الحملة الانتخابية المقررة في آذار مارس، والتي يتوقع ان تشهد استقطاباً بين أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد، وسياسيين من التيار الإصلاحي. تأتي دعوة خامنئي في وقت تشهد ايران بداية مبكرة وقاسية للحملات الانتخابية، وفيما تبذل جهود لتشكيل ائتلافات انتخابية إصلاحية ومحافظة، وفي ظل تراشق اتهامات بين معسكري الاصلاحيين والمحافظين، وكذلك داخل صفوف المعسكر الواحد. وحض خامنئي الإيرانيين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية في 14 آذار مارس، قائلاً انها قد تكون أهم قضية تواجه الجمهورية الإسلامية هذا العام. ويسيطر المحافظون على البرلمان الحالي. وقال خامنئي، في تجمع في يزد وسط:"أطلب بشدة من كل من يفضلون مرشحين مختلفين إلى عدم إبداء تأييدهم بتدمير الآخرين وإهانتهم واتهامهم". وأضاف:"تعريض المؤمنين لخطر القضاء على سمعتهم... في الصحف ومواقع الانترنت ليس بالأمر الصائب". ولعل ابرز ما جرى تداوله، المدونات التي تنشرها فاطمة رجبي، زوجة الناطق باسم الحكومة وزير العدل غلام حسين الهام، والتي انتقدت شخصيات بارزة لا سيما الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، وبعض القيادات الأخرى، واتهمتهم بالفساد والتخطيط لإفشال الرئيس محمود احمدي نجاد . إنتقادات لنجاد ويواجه أحمدي نجاد، الذي جاء الى السلطة عام 2005 متعهداً بتقسيم ثروة ايران النفطية بطريقة أكثر عدلاً، انتقادات متصاعدة لحكومته، لفشلها في خفض حجم التضخم، في ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة اوبك. ويواجه احمدي نجاد ائتلافاً مضاداً داخل التيار المحافظ، يضم كل المتضررين من سياساته الداخلية والخارجية والنووية، خصوصاً كبير المفاوضين السابق الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، ورئيس بلدية طهران محمدة باقر قاليباف، والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، ومعهم مستشار المرشد للشؤون الدولية علي ولايتي. ورد أحمدي نجاد باتهام منتقديه بأنهم"خونة"، وقال ان ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية يرجع الى عوامل خارجة عن سلطة الحكومة، كضعف الدولار. الى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني انتهاء الحكومة الإيرانية من تدوين الموازنة العامة لإيران وإقرارها، على أن ترسل الى البرلمان بدءاً من يوم الأحد المقبل للمصادقة عليها. وقال احمدي نجاد:"الموازنة التي قدمتها الحكومة بسيطة للغاية، وكل ايراني يجيد القراءة والكتابة يمكنه ان يفهم حجم الأموال التي تتلقاها الحكومة ومن اين، واين تصرفها"، كاشفاً عن"اختصار فذلكة الموازنة من مئة صفحة الى صفحة ونصف". وانتقد أحمدي نجاد الرؤساء والحكومات السابقة في شكل غير مباشر، معتبراً ان حكومته هي"الوحيدة بين الحكومات التي تعترف بالخطأ وتطلب المساعدة وتقول انها تسعى للشفافية". وعن الانتخابات البرلمانية، قال:"لا يحق لأحد ان يلغي الآخر، وان يطلق دعاية غير واقعية. علينا ايجاد أجواء صداقة والعمل في إطارها". على صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقال رجل بتهمة روّج لإشاعة عن الإعداد لاعتداء ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدى زيارته ايران في تشرين الاول ا?توبر الماضي.