لم يتحمل مهاجم تشلسي الانكليزي الدولي العاجي ديدييه دروغبا فكرة الغياب عن نهائيات كأس امم افريقيا لكرة القدم المقامة في غانا حتى 10 شباط فبراير المقبل بسبب الاصابة في الركبة، فسارع الى الخضوع لجراحة والعودة الى الملاعب بسرعة، للدفاع عن سمعة ساحل العاج وصيفة بطلة النسخة الاخيرة في مصر. وكان مدرب تشلسي غرانت افرام يمني النفس بأن يواصل دروغبا اللعب، على رغم الآلام التي يعاني منها منذ الصيف الماضي وتأجيل خوض الجراحة حتى كانون الثاني يناير الجاري وبالتالي الغياب عن العرس القاري، بيد ان دروغبا كان له رأي آخر فبكر باجراء الجراحة وبالتالي العودة الى الملاعب قبل النهائيات القارية. وقال دروغبا في هذا الصدد:"منذ دفاعي عن الوان منتخب بلادي والجميع يعرف أنه ليست هناك اي طريقة لمنعي من خوض كأس امم افريقيا. هل تعرفون ماذا يعني ذلك بالنسبة الى لاعب افريقي عموماً ولي شخصياً؟ لا يوجد مدرب قادر على منعي من المشاركة مع منتخب بلادي". ويعود دروغبا الى صفوف المنتخب العاجي للعب بإشراف المدرب الفرنسي جيرار جيلي، فهما يعرفان بعضهما جيداً لان الاخير كان مساعداً لمواطنه هنري ميشال في النسخة الاخيرة في مصر، وهو بات مدرباً للمنتخب العاجي عقب استقالة الالماني اولريخ شتيليكه لاسباب عائلية. انتظر دروغبا طويلاً ليضمن مكانه في تشكيلة منتخب بلاده وهو استدعي للمرة الاولى الى صفوف ساحل العاج عام 2002 من المدرب الفرنسي روبير نوزاريه لمواجهة جنوب افريقيا ضمن تصفيات امم افريقيا 2004، فلم يتأخر في التألق وقادها الى"مونديال"المانيا 2006، إذ أنهى التصفيات هدافاً لمنتخب بلاده برصيد 9 اهداف منها هدفان في مرمى"الفراعنة"2- صفر في ابيدجان في الجولة الثامنة معززاً حظوظ منتخب بلاده، علماً بأنه سجل هدفاً في مرمى"الفراعنة"2-1 ذهاباً في الاسكندرية، وهدفان في مرمى الكاميرون 2-3 في ابيدجان في الجولة التاسعة قبل الاخيرة، قبل ان يختم مهرجانه في مرمى السودان 3-1 بتسجيله الهدف الثاني في الجولة العاشرة الاخيرة التي شهدت بلوغ ساحل العاج النهائيات العالمية للمرة الاولى في تاريخها. ونال دروغبا أيضاً شرف تسجيل الهدف الوحيد لساحل العاج في"المونديال"وكان في مرمى الارجنتين. ويمتاز دروغبا بلعبه القتالي وتمريراته الحاسمة وتمركزاته الجيدة سواء داخل المنطقة او خارجها. وبدأ دروغبا المولود في 11 آذارمارس 1978 في ابيدجان مشواره الكروي في سن مبكرة وتحديداً منذ التحاقه بعمه الى فرنسا وعمره انذاك 5 اعوام. لعب مع فريق الهواة فان ولوفالوا، ثم انتقل عام 1998 الى لومان درجة ثانية وقتها وعاش فترة حرجة حيث تراجع مستواه بين الضعيف والمتوسط وواجه منافسة قوية من المهاجم الغابوني دانيال كوزان وستيفان سانسوم، وخاض مع الفريق 64 مباراة من 1998 الى 2002 سجل خلالها 12 هدفاً. ويقول دروغبا انه بدأ مسيرته الكروية كمدافع ايمن"قبل ان ينصحني عمي باللعب في الهجوم لانني املك الامكانات اللازمة للتألق في هذا المركز"، مضيفاً"جربت ذلك في مباريات قليلة وكانت الثمار رائعة لانني سجلت اهدافاً عدة فكانت تلك بداية مسيرتي الحقيقية". وتابع دروغبا"انا مدين الى المدرب مارك فيسترلوب لنس حالياً فهو الذي ضمني الى لومان وقدم لي الدعم والمساندة كي أتألق وأصبح مهاجماً رائعاً كما هي حالي الآن. قبل ان التقي معه كنت اتدرب مرتين في الاسبوع، لكن بعد انضمامي الى صفوف فريقه كنت أتدرب يومياً". ولفت دروغبا اهتمام مدرب غانغان في ذلك الوقت غي لاكومب باريس سان جرمان حالياً الذي طالب المسؤولين عن النادي بضمه الى صفوفه فتمت الصفقة في كانون الاول ديسمبر 2002 وخاض معه 45 مباراة سجل خلالها 20 هدفاً.