بغداد - أ ف ب، رويترز - وصل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أفغانستان إلى بغداد في زيارة مفاجئة في أعقاب سلسلة اعتداءات دامية خلفت 127 قتيلاً في العاصمة العراقية الثلثاء الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جيف موريل إن وزير الدفاع سيجتمع مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، وسيتناول طعام العشاء مع كبار قادة الجيش الاميركي. وأضاف أن غيتس سيقدم تعازيه وسيعرب عن «ادانته لهذا النوع من العنف» في اشارة الى التفجيرات الخمسة في بغداد الثلثاء الماضي. وتابع أن الوزير الأميركي «سيعرض كل انواع المساعدة التي يمكن للجيش الاميركي تقديمها للعراقيين لأنها تتعامل مع تداعيات هذا الهجوم». واعتبر موريل هجمات الثلثاء الماضي «محاولة يائسة لزعزعة استقرار الحكومة العراقية واستئناف أعمال العنف الطائفية». وينتشر حالياً 115 ألف جندي أميركي في العراق، ومن المنتظر خفضهم الى 50 ألفاً في حلول نهاية آب (أغسطس) المقبل، على أن ينسحبوا من البلاد نهاية عام 2011 بحسب اتفاق بين الولاياتالمتحدة والعراق وقع العام الماضي. وكان رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميرال مايكل مولن قال للصحافيين أول من أمس إن «الجداول الزمنية للانسحاب لا تزال في مسارها على رغم تفجيرات الثلثاء»، الأمر الذي أكده قائد المنطقة الوسطى للجيش الاميركي الجنرال راي اوديرنو الذي قال: «لا أعتقد بأن التفجيرات ستؤثر في خطط الانسحاب»، وفقاً لما نقل عنه موريل. وأوضح: «خسرنا نحو شهر من الزمن هناك، لكن هذا لم يسبب أي ضغوط على خطط خفض القوات التي وضعها الجنرال أوديرنو». ويريد أوديرنو الاحتفاظ بوجود أميركي قوي في البلاد قادر على مساعدة قوات الجيش أو الشرطة العراقية الى أن يتضح الموقف الأمني. وقال مسؤول في البنتاغون طلب عدم نشر اسمه إن جدول الانسحاب يسير كما هو، لافتاً الى أن سحب الجنود الأميركيين سيتسارع في أيار (مايو) المقبل. وبحسب الاتفاق الأمني بين العراق والولاياتالمتحدة، يجب أن تنسحب كل القوات الأميركية من العراق في حلول نهاية 2011. يذكر أن موعد نهاية العمليات القتالية ليس ضمن الاتفاق، لكن اوباما حدده في اطار وعده للناخبين الأميركيين بإنهاء الحرب في العراق. وقال المسؤول: «نسير وفقاً للخطة جوهرياً» على رغم تأجيل الانتخابات وسلسلة هجمات دموية هذا الاسبوع. وذكر موريل أن غيتس «سيقدم تهانيه للقيادة العراقية على اقرار قانون الانتخابات العراقية»، ما يمهد لاجراء الانتخابات في آذار (مارس) العام المقبل. وأضاف: «بالتأكيد نأمل بأن تستمر روح الوحدة والتعاون بعد اجراء الانتخابات»، مبدياً أمله «بتشكيل حكومة جديدة سريعاً وسلمياً لأن أي تأخير يؤدي الى احتمال عدم الاستقرار». وأكد ان غيتس «سيبذل جهوده مع الحكومة الحالية في محاولة لمساعدة العرب والأكراد لتسوية الخلافات السياسية العالقة بينهم».