أسف البطريرك الماروني نصر الله صفير لأن"بعض اللبنانيين يحاولون أن يساعدوا الحل الخارجي الذي لا مصلحة للبنان فيه على ما سواه من الحلول"، مشدداً على أن"ليس على اللبنانيين أن يطلبوا حلاً من الخارج قبل أن يحاولوا إيجاد الحل في الداخل". وقال صفير خلال لقاء حواري مع نقيب المحررين ملحم كرم في بكركي أمس:"يبدو أننا مقبلون على التدويل لأنه تراءى لنا أن الحلول عاجزة حتى الساعة"، لافتاً إلى أن"الوجود السوري كان عائقا، غير أن العائق صار من داخل لبنان أكثر مما هو خارجه، لكن ذلك لا يعني أن الخارج ليست له يد في الأمر. وقد كان الوجود السوري عسكرياً، أما الآن فأصبح سياسياً، وأنتم تعرفون وهناك ربما تواطؤ بين بعض اللبنانيين والخارج". ورداً على سؤال، أكد صفير أن"الصعوبات هذه المرة أصعب من أي وقت مضى، ولذلك هناك أحاديث يرون فيها أن الساسة العرب لم يتمكنوا من تذليلها، وهناك حديث أيضاً يقول إن القضية اللبنانية ذاهبة إلى أبعد من ذلك، إلى الأممالمتحدة، وأصبحنا مدولين، وهذا لا ادري إذا كنا نأسف له أو نرحب به". ورداً على سؤال عن أن هناك من المعارضة من يعتبر أن التدويل سيحدث خراباً، أجاب صفير:"صحيح، وإذا أردنا أن نتفادى هذا الأمر، فعلينا أن نحل قضايانا بذاتنا، لكن إذا تعذر هذا الحل علينا، وربما يكون التدويل أسوأ، ولكن هذا أمر على ما يبدو أننا مقبلون عليه لأنه تراءى لنا أن الحلول عاجزة حتى الساعة". وسأل كرم:"هناك من يقول في المعارضة انك منحاز إلى الموالاة أكثر منها إلى المعارضة"، فأجاب صفير:"هذا رأيهم وليس لي جواب عن ذلك، إنما الأعمال هي التي تدل، وليأخذوا بأعمالنا وليروا إذا كنا منحازين إلى هذه الفئة أو تلك". ورأى صفير أن عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى لبنان"هي لأنه في المرة الأولى لم يوفق ربما إلى ما كان يصبو إليه، ولذلك الأمر يدعو إلى عودته ثانية، لعل الأمور تجد حلاً". وسئل صفير:"إذا تعذر الوصول إلى حلول من خلال مبادرة موسى واقترب التدويل، فهل تخشى من انعكاسات ذلك على السلم الأهلي في لبنان؟"، فأجاب:"كل شيء وارد، نحن مع الحل اللبناني أولاً، وثانياً مع الحل العربي، وثالثاً مع الحل الدولي، ولكن في كل هذه المراحل صعوبات، ربما كان الأصعب هو الحل الأخير لأن الدول لن تتوخى فقط الحل اللبناني كلبناني، إنما هناك تأثيرات دولية لا يمكننا أن نتجاهلها، وربما يأتي الحل على حسابنا". وعما إذا كان لبنان في حاجة إلى"طائف"آخر، اعتبر صفير أن"الحل الدولي لا يمكن أن يفشل وربما لا يجد الحل المطلوب للبنان أو يحل كل المشاكل، وربما يسيئون إليه، لكنه في النهاية هو حل لأنه الحل الأخير، أما الطائف فلا أدري إذا ما طبق حتى اليوم، وهناك بنود لم تطبق حتى الساعة". وعن مطالبة رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون بإعادة النظر في اتفاق الطائف وانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، رد صفير بأن"هذه نظرة ربما يجب لها إعداد، والشعب الذي لا يتمكن من الآن أن يختار نوابه، لا ادري إذا ما كان في استطاعته أن يختار دفعة واحدة رئيساً للجمهورية". وفي شأن مطالبة عون بوضع نص دستوري في ما خص الصوت الوازن، أجاب:"لست من هذا التفكير، وأنا أقول ما هو سائد في جميع البلدان، وفي البلدان الديموقراطية هناك أكثرية وأقلية، والأكثرية هي التي تتولى الحكم، لكن عندما تصبح أقلية وعندما يخذلها الشعب تتولى الحكم الأقلية، هذا الأمر ببساطة كلية، أما الضامن والوازن والمعطل فهذه كلها أساليب لا أدري إلى أين تنتهي"، معتبراً أن"الديموقراطية التوافقية تصح في حال الحرب، وفي حال الصعوبة الخارقة، ومثلاً في إنكلترا عندما انتهت الحرب اجتمعوا في حكومة موحدة، وعندما يكون هناك خطر داهم في البلد"، ومضيفاً أنه"عندما يكون هناك خطر يجب أن نجد له الحل إما بالتنازل أو بالتوافق، أو بطريقة أخرى". وجدد رفضه توطين الفلسطينيين في لبنان، نافياً ما نسب إليه عن أن على اللبنانيين أن يعتادوا العيش من دون رئيس وان الحكومة تتمتع بكل المواصفات الشرعية، وقال:"ينسب إلينا الكثير من الأقوال نحن لم نقلها". ورد عضو تكتل"التغيير والإصلاح"نبيل نقولا على صفير، وقال في حديث إلى موقع"النشرة"الإلكتروني إن"الشعب اللبناني والماروني قادر على انتخاب ممثليه بكل حرية وعقلانية"، وشدد على ضرورة الا يقاد لبنان الى الديكتاتورية أو الشيوعية.