خلال عام 2007، ارتفع مستوى حيوية الإنترنت التي واصلت انتشارها عالمياً، لكن العام عينه شهد أيضاً ارتفاعاً مضطرداً في القمع الحكومي في بعض الدول حيال أصحاب المُدوّنات الالكترونية، الذين يعرفون باسم"البلوغرز"، لا سيما أن تلك الصفحات باتت محلاً لنشر الأنباء الشائعة شعبياً والتي تتغافل عنها أحياناً على الأقل الكثير من الوسائل الأخرى في الإعلام العام، مثل الصحف والتلفزيون والراديو. ورد ذلك في تقرير صدر أخيراً عن جمعية"مراسلون بلا حدود"أوجزته لوكالات الأنباء في واشنطن لوسي موريلون، مديرة الجمعية التي تنشط في مجال الدفاع عن الصحافيين وحقوقهم. وخلال مؤتمر صحافي خصّص أخيراً لإطلاق النسخة السنوية السادسة من"دليل حرية الصحافة العالمي"، الذي تصدره مجموعة"مراسلون بلا حدود"، أوضحت موريلون"ان بعض الدول لم تعد ترسل الصحافيين إلى السجن، لكنها لم تتردد في إرسال"البلوغرز"إلى المحاكم، خلال العام المنصرم". وقد احتلّت مصر المرتبة 146 والأردن المرتبة 122 في حرية الصحافة بين الدول ال169 التي تتوافر معلومات عن حرية التعبير عن الرأي فيها. وبيّنت"مراسلون بلا حدود"ان دولاً صناعية مهمّة من بينها الولاياتالمتحدة، حقّقت تحسّناً بسيطاً في هذا المجال، وارتفع تصنيفها بضع مراتب، باستثناء روسيا. وقد ترأست"أيسلاند"اللائحة في الإحصاء، باعتبارها الأكثر تحرراً وتسامحاً في حرية الرأي، واحتلّت أريتريا المرتبة الأخيرة، فيما احتلت كوريا الشمالية وتركمانستان المرتبتين الثانية والثالثة في قعر اللائحة. وأوضحت الجمعية أن الرئيس الأريتري اسياس أفورقي منع الصحف الخاصة وسجن الصحافيين القلائل الذين تجرأوا على انتقاد الحكومة. وأضافت:"نعرف أن أربعة منهم ماتوا في السجن. ونخشى أن الآخرين سيلقون المصير نفسه". وكذلك أوضحت موريلون إن معظم الدول الديمقراطية حسّنت من إدائها، فارتفعت الولاياتالمتحدة من المرتبة 53 في العام الماضي إلى المرتبة 48. وبيّنت أن السبب الذي جعل الولاياتالمتحدة لا تبلغ المراتب الثلاثين الأولى يتمثل في أن المصوّر والبلوغر جوش وولف قضى نحو ثمانية أشهر في السجن لأنه لم يسلّم شريط فيديو لتظاهرة في مدينة"سان فرانسيسكو"، وكذلك لأن سرية المصادر عرضة لهجمات دائمة من قبل السلطات الرسمية الأميركية. كما قالت إن المصوّر سامي الحاج من تلفزيون"الجزيرة"ما زال محجوزاً من دون اتهام في المعتقل الأميركي في خليج"غوانتانامو"في كوبا. وكذلك فإن الصحافي تشانسي بايلي قُتل في أوكلاند في كاليفورنيا بسبّب تحقيقاته الصحافية المثيرة للجدال. وخارج أوروبا، لم تنجُ أي منطقة من الرقابة أو العنف تجاه الصحافيين. ولذا، أعربت"مراسلون بلا حدود"عن قلقها الشديد"الوضع في بورما، فالإجراءات الصارمة التي تفرضها المجموعة العسكرية على التظاهرات لا تبشّر بالخير لمستقبل الحريّات الأساسية... وما زال الصحافيون يعملون تحت نير الرقابة القاسية التي لا ينجو شيء منها حتّى ولا الإعلانات الصغيرة". وحلّت الصين في المراتب السفلية من الدليل المرتبة 163. وبحسب التقرير فإنه"مع أقلّ من سنة للوصول إلى أولمبياد عام 2008، يبدو أن الإصلاحات وعمليات إطلاق سراح الصحافيين المسجونين التي لطالما وعدت بها الحكومة تشكّل أملاً لا نفع منه". وفي ما يخصّ أوزباكستان المرتبة 160، قالت الجمعية أيضاً إنها تخشى من"موجة قمع تستهدف العدد القليل من الصحافيين المستقلين الذين بقوا بعد فترة التحضير للانتخابات الرئاسية التي تجرى في كانون الأول ديسمبر من عام 2008". وفي الأراضي الفلسطينية المرتبة 158 تغيّر مصدر التهديد بحسب موريلون التي أضافت:"منذ عامين، كان التهديد يأتي من الجيش الإسرائيلي الذي يطلق النار على المراسلين الفلسطينيين. أما في هذه الأيام فيأتي التهديد الأهم من النزاعات الداخلية والتنافس بين حركتي"فتح"وپ"حماس". والمعلوم أن العام الماضي شهد سابقة قضائية في الحكم على صاحب مدوّنة الكترونية في مصر اسمه كريم عامر بالسجن لمدة أربع سنوات، بسبب آرائه التي أوردها على صفحات الانترنت. ولم يسبق لأي دولة عربية أن أصدرت حكماً مماثلاً. وفي المقابل، مارس كثير من الدول العربية سياسة الرقابة المشددة تجاه"البلوغرز"، فعملت على إغلاق عدد كبير منها. القسم العلمي - بالتعاون مع مركز الترجمة في "دار الحياة"