سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعهد اتفاق سلام خلال عام وفعل اللجنة الثلاثية وعين مسؤولا لها ... ويعود الى المنطقة مجددا . بوش يقترح آلية دولية لتعويض اللاجئين ويدعو الدول العربية الى مد اليد لاسرائيل
اختتم الرئيس جورج بوش زيارته لاسرائيل والاراضي الفلسطينية مساء امس بالدعوة الى انهاء 40 عاما من الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية لافساح المجال امام اقامة دولة فلسطينية، وتعهد التوصل الى اتفاق سلام خلال ولايته، كما اقترح وضع آلية دولية للتعويض على اللاجئين الفلسطينيين، ودعا الدول العربية الى"مد يدها لاسرائيل"، في اشارة الى التطبيع معها. راجع ص 4 و5 وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس اتصالا هاتفيا من الرئيس محمود عباس بحثا خلاله مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، حسب ما افادت"وكالة الأنباء السعودية". في الوقت نفسه، دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال اتصال هاتفي مع عباس امس الى"استثمار الزخم الدولي الحالي"المتمثل في زيارة بوش لتحريك عملية السلام. وتطرق بوش في ختام زيارته، وقبل توجهه الى القاهرة، الى مسألة اللاجئين التي تشكل احدى الملفات الشائكة في المفاوضات. وقال في تصريح مقتضب امام الصحافيين في القدسالمحتلة:"اعتقد ان علينا النظر في اقامة دولة فلسطينية وآليات دولية جديدة تشمل تعويضات لحل قضية اللاجئين". في الوقت نفسه، دعا"الدول العربية الى مد اليد لاسرائيل، وهي خطوة كان يجب ان تحصل منذ فترة طويلة". وكرر التأكيد ان التوصل الى اتفاق لاقامة دولة فلسطينية"يجب ويمكن ان يتم قبل نهاية هذه السنة"، معتبرا ان هذه الدولة"ستؤدي الى تعزيز الاستقرار في المنطقة، كما ستسهم في امن شعب اسرائيل". وحدد بوش الاطار العام لأي اتفاق سلام، مشيرا الى انه"يجب ان ينص على انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967"، و"يتطلب تعديلات متفق عليها من الجانبين لخطوط هدنة 1949 الخط الاخضر لتعكس الوقائع الحالية الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة والتي تريد اسرائيل ضمها وضمان قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار ومتواصلة"جغرافيا، كما يجب ان"يخضع لتطبيق بنود خريطة الطريق التي تشمل وقف توسيع المستوطنات وازالة المستوطنات العشوائية، ومن الجانب الفلسطيني التصدي للارهابيين وتفكيك البنى التحتية الارهابية"، وان"ينص على قيام فلسطين تكون وطنا للشعب الفلسطيني، كما هي اسرائيل وطن للشعب اليهودي"، مضيفا:"آن الاوان للقيام بخيارات صعبة". وفي اشارة الى التزام الرئيس الاميركي بذل الجهود للتوصل الى اتفاق قبل نهاية ولايته، اعلن مستشاره للامن القومي ستيفن هادلي ان بوش سيعود مجددا الى المنطقة مرة واحدة اخرى على الاقل قبل مغادرته البيت الابيض. في هذا الصدد، نقل المستشار الاقتصادي للرئيس الفلسطيني الدكتور محمد مصطفي عن بوش قوله للقيادة الفلسطينية في رام الله صباح امس:"ماذا تريدونني ان اعمل من اجل التوصل الى اتفاق سلام، هل تريدونني ان اعود الى هنا ثانية. هل تريدونني ان ادعوكم والاسرائيليين الى هناك، الى الولاياتالمتحدة مجددا؟". واضاف ان بوش ابلغ الرئيس محمود عباس في الاجتماع تفعيل لجنة ثلاثية فلسطينية - اميركية - اسرائيلية، وتعيين مسؤول اميركيا هو الجنرال وليام فريزر لتولي"مراقبة والحكم"على تطبيق الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التزاماتهما بموجب"خريطة الطريق"، وهو ما اعتبره رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات اهم نتائج الزيارة. ورغم تعهدات بوش بالنسبة الى تحقيق السلام، الا انه تجنَّب الاشارة الى امكان توجيه اي نوع من الضغط على الدولة العبرية لوقف الاستيطان وازالة الحواجز وتطبيق القرارات الدولية التي تنص على اقامة دولة فلسطينية، واكتفى في اللقاءات الخاصة، بتعهد بذل المزيد من الجهود من اجل انجاح المفاوضات التي اعتبرها"الوسيلة الوحيدة"لانهاء الصراع واقامة الدولة. وكان بوش اكد في المؤتمر الصحافي المشترك مع عباس في مقر الرئاسة"المقاطعة"قبل توجهه الى مدينة بيت لحم للصلاة في كنيسة المهد، انه مستعد لتقديم المساندة السياسية والاقتصادية على السواء، وأعرب عن معارضته للممارسات الاسرائيلية التي تضعف قوات الامن الفلسطينية. وفي قطاع غزة، تواصل التنديد بزيارة بوش، ورأت حكومة الوحدة المُقالة برئاسة اسماعيل هنية ان نتائجها"تصب في خدمة الاهداف الاميركية وتعزيز أمن الاحتلال"و"نزع سلاح المقاومة"، كما تمهد ل"تكثيف العدوان على غزة بغطاء اميركي". وكانت صحيفة"يديعوت أحرونوت"افادت في عنوانها الرئيس أن اولمرت أبلغ بوش أن إسرائيل تستعد لعملية عسكرية مكثفة ضد"أوكار الإرهاب"في قطاع غزة لوقف سقوط القذائف الصاروخية على جنوبها. الى ذلك، افادت القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي ان اولمرت وعباس توصلا في اجتماعاتهما الاخيرة الى شبه اتفاق على القضايا الجوهرية الحدود والقدس واللاجئون، وانه بقي بعض التفاصيل الصغيرة لحسمها. واضافت انه في قضية الحدود، ابدى عباس استعدادا للتنازل عن 3 في المئة من الاراضي المقامة عليها المستوطنات، بينما طلب اولمرت ان تكون مساحتها 8 في المئة، وان يتم تعويض الفلسطينيين بأراض ذات جودة. وزادت انه في قضية القدس، اتفقا على ان تكون عاصمة للدولتين، لكنهما لم يتفقا على مصير الحوض المقدس. وفي قضية اللاجئين، قالت القناة ان اولمرت لمح الى استعداد اسرائيل لعودة 50 الف لاجئ في غضون 10 سنوات على اساس انساني، على ان يأخذ المجتمع الدولي على عاتقه تعويض اللاجئين. وردا على هذه الانباء، افاد مكتب اولمرت ان الاخير وعباس لم يتفقا على شيء"يلزم"الحكومة الاسرائيلية، بمعنى ان الافكار تمثل رأي اولمرت، ولم تستبعد القناة ان يذهب اولمرت بعد عام الى انتخابات مبكرة يعتمد فيها هذا الاتفاق برنامجا انتخابيا لحزبه.