قدمت تصاميمها في عاصمة الأناقة، باريس، فلاقت نجاحاً كبيراً. هي نوال الهواتي، العمانية التي اشتغلت بأزياء بلادها، وأثارت اهتمام المنقلب الآخر من العالم، بما يتضمنه الملبس العربي من جماليات. وإثر عودتها من العاصمة الفرنسية روت لپ"الحياة"قصتها مع الأزياء. هي مسيرة مشبعة بالتجارب، منذ بدايتها عام 2003، وحتى تكوّنت لديها رؤية واضحة المعالم، تعتمد علىپحرية حركة الخيط في القماش واللون، واستقامة التصميم، في تكوين زي"يتحدث عن حضارة غنية وتاريخ مملوء بالإنجازات"، كما تقول، ويضيف على الأزياء العمانية ما يعزز موقعها على الخريطة العالمية. وتشير الهواتي إلى أن تراث بلدها يزخر بمكونات خلاّبة، تحتاج إلى من يقدر قيمتها، ويتعامل معها بذوق. وعندما تغزل الفكرة بمغزلها على لوحة القماش، يأخذ التصميم مجراه ويسلك دربه نحو التنفيذ،"معبّراً عن مخزون الزي المطعّم بالحداثة، وفق نظرة تناسب مجتمعنا"، كما توضّح. وتلفت الهواتي إلى أن للزي العماني مزايا كثيرة، جعلته يحافظ على مكانته محلياً. وقد انتقل إلى العالمية بفضل غنى أجزائه. وهي تعمّقت في تطويره، مستعيرة منه ما يمثّل شكله العام أو معالمه، قبل أن تدخل الحداثة إلى تفاصيله. وترى أنه قادر على منافسة النزعات الجديدة في الموضة، إذا وجدت الآليات المناسبة لتطويره وإيصاله إلى الأسواق الاستهلاكية. وفي جعبة نوال اليومية، أفكار جديدة تنطلق من رؤى وتطلعات تتكوّن شيئاً فشيئاً. ثم تأتي مرحلة تجسيد الفكرة بالقلم وعلى الورق، حتى إذا انتهى التنفيذ، بالقماش واللون، يتجلى الزي على الجسد الذي يرتديه، وكأنهما تلاقيا. وتشير الهواتي إلى أن تفاعلها مع أعمال الآخرين ينطلق من أن لكل مصمم اهتمامات في متابعة الأزياء، وعيناً يشاهد من خلالها. وهو يختلف في حسّه، عن المُشاهد العادي. وله أيضاً توجه وذوق مختلفان. وتقول:"تشدني عروض الأزياء التي تتقارب في تعبيرها مع زيّنا العُماني، لناحية الحشمة ودقة التفاصيل. وفي شكل عام، تبقى عروض الأزياء حافزاً على مواصلة الطريق، وتشكّل نوعاً من الاستفزاز، أو التحدي لتقديم الجديد". وترى المصممة العمانية أن تعرض مجتمعها لغزو فكري وثقافي، ينجح أحياناً في"هزّ"بعض المكونات، لا سيّما منها الذوق في الملبس، على سبيل المثال. ولكن،"كلما كنا متمكّنين ومحصّنين بمعارفنا وتراثنا، استطعنا الظفر بزي عربي إسلامي محتشم، لا يخفي حقيقة جمال المرأة"، تقول مضيفة:"وبتضافر الجهود، نستطيع أن نرقى بتراثنا ونوظف مستجدات العصر، بما يتلاءم وعاداتنا وتقاليدنا". والهواتي تعتزم خوض مضمار الزي الرجالي، مستندة إلى أن الزي العماني للرجل له دلالاته الجمالية التي تعبر عن واقع التراث العماني. وتلاحظ أنه أي الزي العماني الرجالي لا يتغيّر أو يختلف كثيراً في الشكل. إلاّ أن لدى الهواتي رؤية جديدة لتصاميم تصدر عمّا قريب، تأمل في أن تُحدث فرقاً واضحاً، وتبقى، في الوقت نفسه، تراعي التقاليد. وتستعين الهواتي بعارضات أجنبيات ولا تخشى من أن تؤثّر ملامحهن المختلفة في الزي التقليدي. فهي ترى أن العارضات يشكّلن وسيلة لتوصيل الزي إلى الجمهور، وإبراز أناقته من خلال لفت النظر إلى الخطوط والألوان والقماش والتفاصيل والأكسسوار. وتقول:"وهن يعرضن الأزياء، لا أنفسهن. وبطبيعة الحال، يصعب الاعتماد على عارضات عُمانيات، والعروض خارج السلطنة مكلفة جداً... وأما في الداخل، فالاعتماد على العارضات العُمانيات، ومن بينهن عارضات متميزات جداً.