بدأ معارضو الحكومة الصومالية مؤتمراً في أسمرا، تقدمه قادة "المحاكم الإسلامية" المهزومة، بهدف تأسيس حركة سياسية جديدة لطرد الجيش الاثيوبي من بلادهم. وظهر في المؤتمر الزعيم الإسلامي المتهم بالارتباط ب"القاعدة"الشيخ حسن ضاهر عويس الذي يختبئ منذ حرب أطاحت حركته في نهاية العام الماضي. وجلس عويس الذي يعتقد بعضهم أنه وراء أعمال العنف التي تستهدف الحكومة والإثيوبيين في مقديشو، وهو يرتدي حلة رمادية في الصفوف الأولى لاجتماع أسمرا، يجاوره القيادي البارز في"المحاكم"الشيخ شريف شيخ أحمد ورئيس البرلمان الصومالي السابق شريف حسن شيخ آدم ووزير الداخلية السابق حسين محمد فارح عيديد. وتشارك نحو 400 شخصية إسلامية معارضة، إضافة إلى مشايخ وممثلين للمجتمع المدني والجاليات الصومالية في الخارج، في اجتماع أسمرا الذي يستمر عشرة أيام. وقال شيخ أحمد:"نعقد هذا المؤتمر لتأسيس منظمة سياسية تحرر البلاد وتضع حداً للعنف والفوضى". وهاجم السياسة الأميركية في الصومال، معتبراً أنها"تسببت بنزاعات في شكل غريب"، ودعا واشنطن إلى"اداء دور أكثر إيجابية في النزاع الصومالي". ونفى شيخ أحمد اتهامات الإرهاب التي توجه إلى حركته، مؤكداً أنها"اتهامات زائفة تهدف إلى تنفيذ مشروع لم يكتمل يشمل غزو الصومال". واعتبر أن استمرار النزاع يهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي برمتها. وأضاف:"ندعو إثيوبيا إلى سحب قواتها من الصومال من دون شروط وإنهاء مغامرتها الإمبريالية في بلدنا". ولم يتحدث عويس 72 عاماً الذي ينظر إليه على أنه أكثر تشدداً من أحمد. واتهمه تقرير للأمم المتحدة بإدارة معسكرات لتدريب المتشددين وتلقي أسلحة من اريتريا التي تأمل في مواجهة نفوذ عدوها اللدود اثيوبيا. ويستخدم إسلاميو الصومال اريتريا قاعدة لهم، خصوصاً أن علاقات أسمرا بأديس أبابا شديدة التوتر منذ الحرب الحدودية بينهما بين العامين 1998 و2000. ويأتي هذا الاجتماع بعد مؤتمر للمصالحة الوطنية في مقديشو بدأ في 15 تموز يوليو وانتهى في 30 آب أغسطس من دون نتائج ملموسة.