أختتم حزب العمال الحاكم في بريطانيا بزعامة غوردن براون مؤتمره السنوي الاربعاء، وسط تكهنات قوية عن نية رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الدعوة الى أجراء انتخابات مبكرة، مستفيداً من الشعبية التي يتمتع بها والتي اكدتها استطلاعات الرأي المختلفة منذ توليه الحكم خلفاً لتوني بلير قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وأكدت اوساط حزب العمال أن مسؤولي الحزب بدأوا حملة اتصالات لتوظيف ناشطين وخبراء في الحملات الانتخابية، على أن يبدأوا العمل اعتباراً من الاثنين المقبل. وتشمل الوظائف خبرات في مجال التخطيط والحملات الانتخابية والتنسيق بين الناخبين اضافة الى ادارة الحملة الاعلامية. واشار ادي بولز وزير التعليم الى أن عدم الدعوة الى انتخابات مبكرة، مغامرة كبيرة يرتكبها رئيس الوزراء الذي تصر أوساطه على أنه لم يتخذ بعد قراراً نهائياً في هذا الشأن. ويصر عدد من مستشاري بلير على أن شعبية الحزب في ذروتها حالياً، كما أن نوابه ومرشحيه في المناطق حيث تشتد المنافسة مع الاحزاب الاخرى، يشجعون على اجراء انتخابات في مناطقهم هذه الفترة، كي يستفيدوا من تراجع شعبية خصومهم. وقالت اوساط براون انه اكتفى بالقول ان عليه التحدث الى الملكة اليزابيث أولاً اذا كان ينوي الدعوة الى انتخابات مبكرة. وتوقعت مصادر سياسية تحدثت الى"الحياة"على هامش مؤتمر الحزب الحاكم، الدعوة الى الانتخابات المبكرة في الأول أو الثامن من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، بعدما عبر عدد من الوزراء عن عدم رضاهم لتأجيلها الى أيار مايو 2008. ويعتقد اركان في حزب العمال أن الانتخابات المبكرة لن تضمن غالبية مريحة له في البرلمان فحسب، بل ايضاً زيادة في عدد نوابه بواقع 60 او مئة نائب اضافي، ما يضمن سير برامج الحكومة للسنوات الخمس المقبلة. وما ميز مؤتمر حزب العمال الحالي هو غياب المفاجآت والمشاورات التي كانت تتخلل مؤتمراته، كما كان ملفتاً الغياب الكامل لبلير عن المؤتمر على رغم انه كان حتى الامس القريب،الزعيم بلا منازع في قيادة الحزب. ولولا اشادة براون بالدور الذي يقوم به بلير في عملية السلام في الشرق الاوسط وذكر اسمه مرة واحدة فقط على مدى الايام الخمسة للاجتماعات، لغاب اسم رئيس الوزراء السابق من اعمال المؤتمر. وفي محاولة للرد على تلويح العمال بانتخابات مبكرة، بادر حزب المحافظين المعارض بزعامة ديفيد كاميرون والذي يستعد لعقد مؤتمره السنوي في مدينة بلاكبول يوم الاثنين المقبل، الى الاعلان بأنه اتخذ الاجراءات اللازمة لخوض الانتخابات المبكرة في أي لحظة. ووفقاً لمصادر في الحزب المحافظ فإنه رصد عشرة ملايين جنيه استرليني لهذه الغاية وأعد برنامجاً انتخابياً وجهز مرشحين لمنافسة حزب العمال في مئتي منطقة انتخابية.