أظهرت نتائج استطلاعات للرأي في بريطانيا امس، أن رئيس الوزراء توني بلير يتجه الى انجاز تاريخي في الانتخابات العامة المقررة في الخامس من ايار مايو المقبل، وذلك بفوزه للمرة الثالثة على التوال. وبهدف اظهار الوحدة داخل الحزب الحاكم، أجرى بلير مقابلة مشتركة مع وزير المال في حكومته غوردون براون الذي اشيع انه على خلاف معه بسبب"تنافس"بينهما على الزعامة. واتفقت ثلاثة استطلاعات للرأي نشرتها الصحف الصادرة في لندن امس، أن بلير سيفوز بالانتخابات، غير أن التقديرات تفاوتت بدرجة كبيرة وتراوحت بين تقدم على المعارضة المحافظة بنسبة تراوح بين سبع نقاط ونقطتين. وأشارت كل التوقعات الى انخفاض الغالبية التي يتمتع بها حزب العمال في مجلس العموم حيث يملك 161 مقعداً، غير أن بلير سيحقق فوزاً مريحاً بالمقاعد في المجلس. وتستعد الاحزاب لاول أسبوع كامل من الحملات الانتخابية بعدما انهمك الزعماء السياسيون يوم الجمعة الماضي، في حضور جنازة البابا يوحنا بولس الثاني ثم حضور زفاف الامير تشارلز ولي العهد البريطاني وكاميلا باركر بولز اول من امس. واتخذ كل من بلير وبراون خطوة غير عادية بإجراء مقابلة مشتركة مع صحيفة"نيوز اوف ذا وورلد"الشعبية، حرصاً منهما على اظهار الوحدة داخل حزب العمال قبل اطلاق برنامجه الانتخابي. ولطالما كانت العلاقات بين الاثنين سريعة التقلب، كما أصيبت أسواق المال بعدم استقرار، نتيجة الاشاعات المستمرة القائلة بأن بلير سيكون مستعداً لازاحة براون من وزارة الخزانة اذا فاز بغالبية مريحة. لكن بلير الذي قال بالفعل انه لن يسعى الى تولي رئاسة الوزراء لولاية رابعة، بذل قصارى جهده خلال الاسبوع الماضي، ليشير الى أن براون الذي قضى ثماني سنوات في منصبه شهدت نمواً اقتصادياً راسخاً، سيستمر في المنصب الى ما بعد الانتخابات. بل ان بلير ذهب خلال المقابلة الى حد مقارنة الرابطة بينه وبين براون، بالزواج. واعترف بلير بأنه وبراون اللذان يهيمنان على الساحة السياسية في بريطانيا، بينهما نقاط خلاف، غير أنه أصر على أن"المبدأ الاساسي الذي يدفعنا نحن الاثنين هو نفسه". وأوضح"جئنا الى حزب العمال لاننا نؤمن بمجتمع اكثر عدالة". وأضاف ان"الرباط الشخصي مثل الزواج رابطة سياسية". واتفق براون مع بلير وقال:"حين تعرف شخصاً ما لاثنين وعشرين عاماً ويتعين عليكما حل المشاكل معاً يكون بينك وبينه رابطة". ولدى سؤاله عما اذا كان براون سيتولى منصب وزير الخزانة للسنوات الاربع المقبلة أجاب بلير:"قلت ما قلته ولا أريد العودة اليه، لكنني أعتقد أن الرسالة واضحة جداً".