زار أمس وفد من كتلة "الائتلاف العراقي الموحد" المرجعيات الشيعية في النجف في مقدمها المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني والهيئة السياسية للتيار الصدري والزعيم الروحي لحزب الفضيلة الشيخ محمد اليعقوبي، في مسعى لاعادة ترميم كتلة"الائتلاف"الشيعية التي تعرضت لتصدعات كبيرة أخيراً، والبحث في برنامج جديد للحكومة. وترأس الوفد، وهو الثاني من نوعه خلال اسبوع واحد, رئيس"منظمة بدر"النائب هادي العامري وضم القيادي في"المجلس الأعلى الاسلامي"الشيخ همام حمودي والقيادي في"حزب الدعوة"النائب حيدر العبادي وآخرين. وقال العامري في مؤتمر صحافي في النجف امس"وجّه السيستاني بضرورة الانفتاح على الجميع خدمة للشعب العراقي وان لا يقتصر الانفتاح على فئة او طائفة معينة"، مشدداً على ان"الخدمات يجب ان تكون لكل الناس". وأضاف ان"السيستاني دعا الى اختيار الوزراء على اساس الكفاءة". وتابع العامري"تحاورنا مع الاخوة في التيار الصدري لمعرفة الاسباب الحقيقية لانسحابهم. وكان الحديث صريحاً وشفافاً. فنحن في مركب واحد ويجب ان نكون جميعاً في هذا المركب من اجل النجاة". وذكر النائب العبادي ان الحوار مع السيستاني"تناول العملية السياسية بكل ابعادها والعمل الحكومي والمشاكل التي يعيشيها البلد"مضيفاً ان السيستاني"ذكر ما نصه ان المشكلة التي يعيشها العراق هي اوسع من العراق، وبالتالي على الاحزاب السياسية والسياسيين استيعاب هذه القضية في وضع حد للخلافات على مسائل صغيرة بين هذه الكتلة وتلك". واكد العبادي ان"السيستاني ركز على الابتعاد عن الخلافات في الخطاب السياسي". وأضاف ان البحث مع التيار الصدري تناول"مجموعة من القضايا تتعلق بالبرنامج الحكومي والتشريعات وعمل مجلس النواب وشغل الحقائب الوزارية". وعن تحرك اطراف"الائتلاف"لتدارك التصدع في الكتلة قال:"نحن وفد رسمي من الائتلاف العراقي الموحد التقينا بحزب الفضيلة وكل الكيانات السياسية في مجلس النواب. وهناك حوار مع كل كتلة سياسية حول البرنامج الحكومي". واضاف"نحن بصدد اعادة كتابة البرنامج الحكومي ومناقشة الاعتراضات على هذا البرنامج". الى ذلك نقلت مصادر مقربة من السيستاني خلال لقائه بوفد من شيوخ عشائر البصرةجنوبالعراق تجديد دعوته الى"الائتلاف"الى وحدة الصف والوقوف بوجه الفتن. ولفتت المصادر الى ان المرجع الشيعي الاعلى دعا الى ضرورة الوقوف بوجه القنوات الفضائية التي تحاول تشويه المشهد العراقي وتصوير ما يجري في البلاد على انه حرب طائفية. من جهته قال نصار الربيعي رئيس الكتلة الصدرية بعد لقائه بوفد"الائتلاف":"جرت مصارحة فيما يتعلق بانسحابنا وجرى الحديث في اجراءات عملية ستحدد الكتلة الصدرية على ضوء نتائجها الاستمرار في قرار الانسحاب او التراجع عنه". واضاف"حدثت امور كثيرة سابقا كانت تستوجب وقفة من الائتلاف، بينها الاعتقالات والاستفزازات التي تقوم بها قوات الاحتلال وبعض الجهات الحكومية، ومن خلال حوار اليوم مع وفد الائتلاف طرحنا هذه الافكار والمستقبل كفيل بكشف الحقائق". وكان ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق والامين العام السابق ل"حزب الدعوة"والنواب عبدالكريم العنزي احد قياديي"حزب الدعوة - تنظيم العراق"وفالح الفياض القيادي في"حزب الدعوة"وقاسم داوود رئيس"كتلة التضامن"داخل"الائتلاف"قدموا في نهاية الاسبوع الماضي مشروعاً لاعادة ترميم كتلة"الائتلاف"من خلال استقطاب القوى السياسية المنسحبة الفضيلة والكتلة الصدرية وعزل القوى المشاركة في التحالف المذكور بعد قمة التحالف الرباعي بين الحزبين الكرديين و"حزب الدعوة"و"المجلس الأعلى". وقال النائب فالح الفياض ل"الحياة"ان"الجعفري وعددا من قيادات الائتلاف تعمل على اعادة بناء وترميم الائتلاف وتفعيل قراراته واعادة هيكلته وصوغ نظامه الداخلي بما يتجاوز الاخطاء التي شهدتها المرحلة الماضية من مسيرته"، مشيرا الى ان"الرؤية المطروحة انطلقت من الضعف الذي لحق بكتلة الائتلاف في اعقاب تشكيل التحالف الرباعي، ما يمثل خروجاً على مبادئ الائتلاف".