علمت «الحياة» ان مساعي اعادة تشكيل «الائتلاف الشيعي الموحد» الذي يقوده «المجلس الاعلى» بزعامة عبدالعزيز الحكيم، تواجه صعوبات وتبايناً في الرؤى. وفيما اعلن حزب «الفضيلة» عدم رغبته في تكرار تجربته في «الائتلاف»، كشف التيار الصدري مشروعاً لتشكيل ائتلاف وطني جديد برئاسته. في هذه الاثناء تجري نقاشات معقدة بين «المجلس الاعلى» و «حزب الدعوة»، وهما الطرفان الاقوى «الائتلاف» حول منطلقات التحالف الجديد وطريقة توزيع المناصب. وقال قيادي في «الدعوة» ل «الحياة» ان عودة الحزب الى «الائتلاف» لم تحسم بعد. وأضاف وليد الحلي ان «النقاشات التي تجري حول اعادة ترميم كتلة الائتلاف منذ اسابيع لم تتمخض عن نتائج محددة». وتابع ان «جهود الحزب تنصب حاليا على توسيع «الائتلاف» ليشمل اطرافاً تتجاوز المذهبية والقومية، ولا يعني هذا انضواء كتل رئيسية تمثل هذه الاطراف بل انضواء شخصيات سياسية معروفة بوطنيتها». من جهة ثانية، ابلغ مصدر مقرب من المفاوضات الجارية بين «المجلس الاعلى» وحزب «الدعوة» ،طلب عدم الاشارة الى اسمه «الحياة» ان «المفاوضات يلفها التعقيد بسبب عدم الاتفاق على المنطلقات الجديدة وتوزيع المقاعد بعد الانتخابات». ولفت المصدر الى ان حزب «الدعوة» يسعى «بقوة إلى استمالة قوى وشخصيات سنية وكردية الى الائتلاف الجديد بغية الحصول على الغالبية في الانتخابات النيابية المقبلة». واشار الى ان « الحزب يخطط في حال جاءت النتائج في صالحة ليرأس الحكومة من جديد ويشكيل حكومة لا تستند إلى التوافقية». ويتكون «الائتلاف» من خمس قوى هي «المجلس الاعلى» و «منظمة بدر» وحزب «الدعوة» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، وحزب «الدعوة - تنظيم العراق»، وكتلة «التضامن»، بعد انسحاب الكتلة الصدرية وحزب «الفضيلة». ودعا «المجلس الاعلى» منتصف الشهر الجاري الى لملمة الكتلة من جديد استعدادا للانتخابات النيابية. لكن حزب «الدعوة» فاجأ المجلس برفضه الابقاء على الاسس المتبعة داخل الائتلاف وطالب باستبدالها، فضلا عن تسلمه زعامة الكتلة بعد النجاح السياسي الذي حققه في الانتخابات المحلية الاخيرة. الى ذلك، قال القيادي في حزب «الفضيلة» باسم الشريف ل «الحياة» ان «الفضيلة لم يتخذ اي قرار حتى الان في العودة من الائتلاف الجديد، لافتا الى ان «الحزب لم يدخل حتى الان في اي مفاوضات بهذا الشأن». واضاف ان « الفضيلة لا يريد تكرار الخطأ الذي وقع فيه عندما انضم الى الائتلاف في الانتخابات النيابية السابقة، ونفضل الانضمام الى تكتلات وطنية تتجاوز المحاصصة المذهبية في تشكيلها، الا ان الوقت ما زال مبكرا للحديث عن تحالفات استعدادا للانتخابات». واعلن القيادي في كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر فوزي اكرم ترزي مساعي الصدر لتشكيل ائتلاف وطني جديد برئاسته. واوضح ان « هدف التيار الصدري من تشكيل هذا الائتلاف هو تشكيل قائمة وطنية بعيدة عن النظرة الضيقة، تجمع كافة اطياف المجتمع العراقي من مختلف القوميات والاديان والمذاهب لتكون معبرة بشكل حقيقي عن تطلعات الشارع العراقي».