نجح السفراء العرب في بريطانيا في أحياء"ليلة عربية"على هامش المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء غوردن براون الذي اتبع، مع وزير خارجيته ديفيد ميلبند، تقليداً ارساه رئيس الوزراء السابق توني بلير وزوجته شيري في الاعوام الماضية لتلبية دعوة السفراء العرب الى عشائهم السنوي. وابلغ ميلبند السفراء ان"الشهور الثلاثة او الاربعة المقبلة في المنطقة ستكون على درجة كبيرة من الاهمية". ووفق الحضور وجد غوردن براون"في العشاء العربي"، الذي ميزته الماكولات اللبنانية من التبولة والكبة والمشاوي والحمص والبابا غنوج اضافة الى البقلاوة، مناسبة للحديث عن تصوراته للوضع في المنطقة واهتمامه الدقيق بما يجري فيها خصوصاً ان عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير دولة الامارات عيسى القرق عبر اثناء ترحيبه ببراون عن قلق السفراء العرب ودولهم مما يجري في المنطقة و"الانعكاسات التي قد تترتب عن ذلك واثاره السلبية التي ستتخطى حدود المنطقة". وابلغ براون السفراء ان اهتمامه كبير بحل القضية الفلسطينية وذكرهم بأن ما طرحته الحكومة البريطانية عن خريطة طريق اقتصادية لمساعدة الفلسطينيين قبل اسابيع كانت من بنات افكاره منذ ان كان وزيراً للخزانة وانه عقد لهذه الغاية اجتماعات مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض كما اجرى اتصالات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهودا اولمرت في هذا الشأن. وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أهمية تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين"لأن من شأن ذلك تسهيل نجاح العملية السياسية والتخفيف من حدة التوتر". ورغم تعهد براون بمواصلة جهوده من اجل تحقيق تقدم في حل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني الا ان وزير خارجيته قال"ان الشغل الشاغل لنا هو كيفية تحقيق الدولة الفلسطينية وتوفير الامن لإسرائيل والاستقرار في الشرق الاوسط". ووصف ميلباند القرار الدولي 242، الذي كانت بريطانيا وراء صوغه بأنه وضع الاسس لقرارات عدة مثلت الاطار اللازم لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي ما ادى الى اجماع كبير على تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وحذر من عدم التحرك بسرعة لأن"فرصة الامل السانحة لحل النزاع في الشرق الاوسط الآن ستغلق"مذكراً بالامال التي انهارت على مدى الاربعين عاماً الماضية ومشيرا الى"ان اذا اختفى التوصل الى حل عبر قيام دولتين فسنواجه وضعاً صعباً". وقال ميلباند ل"لحياة"انه يتابع باهتمام الانتخابات الرئاسية في لبنان واوضح ان الوضع دقيق جداً و"ان مستقبل لبنان له تأثير مهم في كل دول المنطقة وما تحمله من مخاطر وصعوبات هناك". وشدد ميلباند على"عزم بريطانيا القيام بكل ما في وسعها لتعزيز الاستقرار في لبنان"لكنه رفض الكشف عن اي اتصالات تدور بين بلاده وسورية للمساعدة في حلحلة الوضع اللبناني. وكما فوجئ ميلباند بعدد السفراء العرب، الذين اجتمعوا في بورنموث، على هامش مؤتمر حزب العمال وكان رئيس الوزراء"اكثر دهشة"عندما علم بوجود ثلاث سفيرات عربيات يمثلن لبنان والاردن وتونس. وكان واضحاً في العشاء حجم الاهتمام الذي خص به براون الامير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير المملكة العربية السعودية في لندن وحجم المودة التي ابداها تجاهه سواء خلال العشاء او اثناء وداعه. واكد براون للديبلوماسي السعودي ترحيبه بالزيارة التي ينوي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القيام بها الى بريطانيا في تشرين الثاني نوفمبر المقبل موضحاً ان العلاقات التي تربط لندن والرياض"قوية وستتعزز بشكل اكبر في المرحلة".