قال مسؤولون اسرائيليون امس ان اسرائيل لا تعارض مشاركة سورية في مؤتمر ترعاه الولاياتالمتحدة في شأن اقامة دولة فلسطينية على رغم تصاعد حدة التوتر بين البلدين. وقد تتعقد أي دعوة اميركية لسورية لحضور المؤتمر بسبب ما اوردته الانباء عن غارة جوية اسرائيلية في السادس من ايلول سبتمبر ربطها بعض المسؤولين الاميركيين بشكوك اسرائيلية في ما يبدو ازاء تعاون نووي سري بين دمشق وكوريا الشمالية. وقالت ميري ايسين، المتحدثة باسم رئيس الوزراء ايهود اولمرت،"الولاياتالمتحدة هي التي ستوجه الدعوات وتحدد معايير توجيهها ليست لدينا مشكلة في توجيه الدعوة لأي طرف". وقال مسؤول اسرائيلي بارز آخر، رفض نشر اسمه بسبب حساسية الامر،"ليس لدينا أي اعتراض على مشاركة سورية طالما اقتصرت المحادثات على المسار الفلسطيني". وسعى اولمرت لتبديد التوترات مع دمشق في شأن الغارة معلناً احترامه للرئيس السوري بشار الاسد واستعداده لاجراء محادثات سلام معه من دون شروط مسبقة. وأورد راديو اسرائيل امس أن اولمرت ابلغ جلسة مغلقة للجنة برلمانية اسرائيلية امس بأنه يعتقد ان لا اسرائيل ولا سورية تريدان خوض صراع. ويوم الاحد اشارت الولاياتالمتحدة الى انها ستوجه الدعوة الى سورية ودول عربية اخرى لحضور مؤتمر الشرق الاوسط المتوقع عقده في فترة ما بين منتصف وآخر تشرين الثاني نوفمبر لكنها لمحت لضرورة نبذ دمشق الارهاب وان تسعى بصدق لإنهاء الصراع. ولم يتضح ما اذا كانت دمشق ستوافق على حضور المؤتمر اذا ما فرضت واشنطن شروطاً على المشاركين. وقال مسؤولون اسرائيليون وديبلوماسيون غربيون ان مشاركة سورية في المؤتمر ستكون بمثابة اختبار لاستعدادها لقطع علاقاتها بجماعات متشددة، من بينها حركة المقاومة الاسلامية حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في حزيران يونيو ورفضت المؤتمر الذي ترعاه الولاياتالمتحدة. وقال المسؤول الاسرائيلي البارز انه"سيضفي الشرعية على الجهود الكلية"لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعزل"حماس". وجاء في تقارير لكبير المفاوضين الاميركيين في محادثات سلام سابقة بين سورية واسرائيل ان دمشق أبدت استعداداً في الماضي لقطع علاقاتها بجماعات متشددة في اطار اتفاق سلام اوسع. ونفت سورية وكوريا الشمالية وجود اي تعاون نووي بينهما كما اعلنت دمشق انها قد ترد على ماوصفته بانتهاك اراضيها في السادس من ايلول. وفي الشهور السابقة على الغارة الاسرائيلية سعى اولمرت للحصول على تأكيدات من دمشق بأن محادثات السلام الاسرائيلية - السورية ستؤدي الى قطع سورية علاقاتها مع ايران و"حزب الله"اللبناني ونشطاء"حماس". وفي تموز يوليو ابلغ الاسد البرلمان السوري انه ينبغي على اسرائيل ان تلتزم قبل اي محادثات سلام بالانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان التي احتلها في حرب 1967 وضمتها في عام 1881 وفي خطوة لم تلق اعترافا دوليا. ولم يبد الرئيس جورج بوش اهتماما علنيا يذكر بمسار السلام الاسرائيلي - السوري مما يلقي بظلال من الشك على فرص تحقيق انفراج في المستقبل القريب. وانهارت المفاوضات بين سورية واسرائيل في الولاياتالمتحدة عام 2000.