"أنا مش عارفة أقول إيه انت يا عادل أعدت اكتشافي لنفسي ... وأعطيتني من قيمتك لقيمتي"، هكذا بدأت المذيعة هالة سرحان حلقة الاثنين الفائت من برنامجها الرمضاني الذي تعود به على شاشة روتانا بعد ابتعاد قصري دام شهوراً. كان ضيف الحلقة النجم عادل إمام الذي بدا تأثره واضحاً إزاء كلام هالة سرحان الذي حمل حزناً دفيناً لم تستطع إخفاءه، بل كادت أن تبكي عندما شاهدت"الزعيم"أمامها وكأنها تذكرت مصر فجأة... فقالت في طيات نظراتها وكلامها الكثير من مرارة ابتعادها مضطرة عن القاهرة. حشدت هالة سرحان منذ البداية كل أسلحتها من إعداد وإنتاج لتقديم برنامج يحمل شكلاً مختلفاً ليكون بمثابة العودة القوية لها وقد كان. فالبرنامج الذي يبث من بيروت خطف الأضواء الى الآن بسبب كم النجوم الذين ظهروا فيه وكان آخرهم حتى الآن عادل إمام الذي ثارت ضجة كبيرة حول ظهوره مرة أخرى مع هالة سرحان بعد حلقاته الشهيرة والتي أغضبته بسبب امتلائها بفقرات إعلانية أتت أضعاف ما تم تسجيله من حوار معه زمنياً. وقد أشار عادل إمام الى هذا الأمر مداعباً هالة:"أنتم المرة السابقة وضعتم إعلانات على الحلقات لسبعين عاماً مقبلة!"ولكن يبدو هذه المرة أن فريق الإعداد الكامل مع هالة محمود موسى ومحمد هاني نجح في إقناعه بالظهور وبشروطه هو إذ لم تتخلل الحلقة فقرات إعلانية إلا نادراً. في البداية تحدث عادل إمام عن زيارته الأولى لبيروت، التي لم يخف عشقه لها، عام 1968 حين كان لا يملك سوى خمسة جنيهات! وهو قال:"وجدت بيروت ساحرة وشعبها مضيافاً وأحبها بكل طوائفها". عادل إمام، طبقاً لطبيعة البرنامج، تقمص دور مدير إحدى الفضائيات التي أطلق عليها اسم"7 نجوم"وقال انه يتمنى أن تقدم واقعاً عربياً غير مؤلم. وفي طريقه طالب النجم الفنان الفضائيات العربية بأن تغير لغة خطابها الإعلامي، وأن تخاطب الناس وتتحدث بلغاتهم لا أن تخاطب الحكومات... مشيراً الى بعض التجاوزات الفضائية والصحف، مؤكداً أنها يجب ألاّ تكون أداة"الشتيمة"قائلاً:"أنا أنتقد الحكومة ولكن من دون تجاوز وقلة أدب!". والى جانب السياسة والأخبار، قال عادل:"لا بد من أن تحتوي الفضائية على كليبات وأنا أحب هيفاء وهبي". ووهبي فاجأت الجميع باتصال هاتفي بالبرنامج حيّت فيه"الزعيم"وهالة سرحان بوجودهما في بيروت. وكذلك تلقى إمام اتصالات من يسرا ومنى زكي والمذيع عمرو أديب، أما نيكول سابا فحضرت خصيصاً الى الاستوديو لتحيي عادل إمام وغنت له أحدث أغنياتها"أنا طبعي كده". عادل ألقى خلال البرنامج بمفاجأة حول تفاصيل فيلمه السينمائي المقبل والذي سيكون موضوعه بحسب قوله، عن الوحدة الوطنية في مصر وما يهددها من فتنة طائفية من جانب متطرفين من الجانبين المسلم والمسيحي. الفيلم يكتبه يوسف معاطي وسيجسد عادل فيه شخصية قسيس يلجأ الى انتحال اسم مسلم للهروب من المتطرفين المسيحيين الذين يريدون قتله بسبب مواقفه الوطنية. وأثناء هروبه يقابل شيخاً يحدث له مثله تماماً من جانب متطرفين مسلمين ! ويبدآن رحلة الهروب معاً الى الاسكندرية بالتزامن مع أحداثها الطائفية عام 2005 في محرم بك. قال عادل إمام إنه سينفذ الفيلم على رغم علمه أنه سيقابل اعتراضات وأعلن انه مصمم على ذلك. واعتبر إمام أن ما يهدد الوحدة الوطنية المصرية هو أخطر شيء على أمن مصر واستقرارها. الحلقة كانت مختلفة في شكل تقديمها بسبب الضيف وأثناءها عرض شريط لزيارة إمام لسورية من أجل اللاجئين العراقيين على حدودها كونه سفيراً لهذا الغرض منذ سنوات. وناشد العرب أن يتبرعوا من أجلهم.