اعلنت جماعات كردية عراقية معارضة للحزبين الكرديين الحاكمين في اقليم كردستان امس تأسيس حزب معارض لسياسة الحزبين باسم"حزب الحرية والعدالة الكردستاني"تركز اهدافه على"إنهاء الاحتلال وضمان وحدة العراق والنضال من اجل الفيديرالية ضمن عراق موحد". وقال بيان، صدر امس عن المؤتمر التأسيسي للحزب،"بعد دراسة جادة ومعمقة للتاريخ السياسي والاجتماعي لشعبنا الكردي وحركاته السياسية ... ومن أجل تنمية روح المواطنة والشعور الوطني بالانتماء إلى العراق الموحد، وبأهمية الروابط الثقافية والدينية والاجتماعية التاريخية التي جمعت الشعب الكردي مع سائر مكوّنات الشعب العراقي، وفي إطار مواجهة احتكار الحياة السياسية والفكرية من جانب القوى والأحزاب التي ارتبطت بالمشاريع الاستعمارية في كردستان، انعقد اخيراً في مكان ما من أرض الوطن، المؤتمر الوطني الأول لحزب الحرية والعدالة الكردستاني الذي أعلن ولادة الحزب رسمياً". واضاف البيان"بينت الأحداث والظروف ومجريات التاريخ، أن تحقيق حلم الشعب الكردي بفيديرالية تتيح له إمكانية التمتع بثمار الحرية والرخاء الاقتصادي والازدهار الثقافي لشخصيته الوطنية، أمر يتعارض كل التعارض مع وجود الإقطاع السياسي الذي يبسط اليوم نفوذه فوق كل شبر من أرض كردستان العراق". واشار الى ان"تحويل الاحزاب الحاكمة في الاقليم فروعها ومكاتبها إلى مؤسسات بديلة عن المؤسسات الديموقراطية المنشودة، هو الدليل الأكيد على أن الإقطاع السياسي قام بتفريغ الشعارات من مضمونها الحقيقي". وزاد"وبينت الظروف والوقائع أيضاً، أن تحقيق الفيديرالية لن يكون ممكناً مع استمرار سطوة وهيمنة قوى ربطت مصير الشعب الكردي بالمشاريع الاستعمارية". ويمتد نفوذ الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، رئيس الاقليم، الى محافظتي دهوك واربيل فيما يتركز نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في مدينة السليمانية. وكان الحزبان خاضا صراعاً دامياً خلال تسعينات القرن الماضي قبل ان يوقعا معاهدة صلح ضمنت تشكيل مؤسسات اقليم كردستان الحالية وتم توحيد معظم وزارات الاقليم فيما دخل الحزبان الى الانتخابات العامة في العراق بقائمة موحدة. واجمل بيان"الحرية والعدالة الكردستاني"اهدافه بضمان"العراق الموحد والمستقل والمحرر من الاحتلال والهيمنة، ويجمع مواطنيه فوق كل شبر من أرضه"والدولة فيه هي دولة"كل مواطنيها"لا فرق بين أبنائه وهم متساوون فيه أمام القانون". وطالب البيان ب"الانسحاب التام غير المشروط لقوات الاحتلال الأميركي واعترافها بالكيان الوطني السيادي والمستقل"بالاضافة الى انهاء حقبة"الاقطاع السياسي"في كردستان والعمل على تحقيق الفيديرالية ضمن اطار الوطن الواحد. ولم يتطرق البيان الى قضية كركوك الأكثر حساسية في مجمل العمل السياسي الكردي خلال الحقب السابقة فيما كان لافتاً ترحيب حزب البعث العراقي، بشقه الذي يقوده نائب الرئيس العراقي السابق عزت الدوري، بتأسيس الحزب معتبراً في بيان امس الحدث نقطة تحول في مسيرة الشعب الكردي و"يعبر عن طموحات شعبنا الكردي الاصيل". واعلن بيان الحزب الكردي الجديد انتخاب الشيخ جوهر محي الدين الهركي اميناً عاماً وآزاد حميد النوراني النائب الأول للأمين العام ورزكار خالد محمد الدوسكي النائب الثاني للأمين العام. وجوهر الهركي هو شيخ عشيرة الهركية الكردية المنتشرة في العراق وايران وتركيا، شغل مقعداً في المجلس الوطني ابان حكم النظام السابق لثلاث دورات، ومنصب مستشار في ديوان رئاسة الجمهورية، ومستشار في احد أفواج الدفاع الوطني الكردية خلال الحرب العراقية الايرانية.