لم يكن أكثر المتشائمين ينتظر مشاهدة فريق الشباب وهو يحرج مستضيفه كاشيوا الياباني في أغلب دقائق شوطي مباراتهما أول من أمس في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا، ويتمكن من تعديل نتيجة تقدم الفريق الياباني بعد أن لعب بكل ثقة طوال شوطي المباراة، بل كان الأفضل في خلق فرص التهديف من صاحب الأرض الذي يعيش لاعبوه "فورمة" المباريات الرسمية، ولكن تحسب للجهاز الفني الشبابي مقدرة مدرب اللياقة البدنية على تحضير لاعبيه بدنياً بشكل مثالي ساعدهم كثيراً على مجاراة منافسهم منذ أول دقيقة للمباراة، إضافة إلى تميزهم بالانتشار هجوماً بمجرد الاستحواذ على الكرة من المنافس. هذه العوامل صعبت المهمة على اليابانيين، وأعطت لاعبي الشباب ثقة أكبر بمجرد مرور الوقت، واستطاع الفريق تحقيق نتيجة إيجابية لا بد أن يحافظ عليها في مباراة الإياب الحاسمة. وفي الشرائع لم يوفق مدرب الأهلي البرتغالي بيريرا في قراءته لما قبل المباراة وهو يحرم فريقه من صاحب التوغلات المفاجئة تيسير الجاسم حينما أوكل إليه مهمة محور الارتكاز بجانب باخشوين، هذه التوجهات لم تأت بثمارها لا دفاعياً ولا هجومياً، حينما كشف لاعبو سول الكوري، دفاع الأهلي في أكثر من محاولة حتى تمكنوا من الوصول إلى شباك عبدالله المعيوف في وقت مبكر جداً. وفي مثل هذه المواجهات الحاسمة، صدمة هذا الهدف كلفت الأهلي كثيراً حينما "تسرعّ" لاعبوه في بناء الهجمات ما أفقدها التمرير الجيد أو في التحرك بدون كرة في المساحة المناسبة، ووصل الارتباك للجهاز الفني الذي بحث عن التنشيط في تبديلاته، وأصبح ينتظر الحلول الفردية لعلها تأتي بالمفيد وهو ما تحقق مع مصطفى بصاص حينما صنع هدف التعديل، وبهذه النتيجة سلك الأهلي طريقاً صعباً يحتاج إلى جهد كبير وتوفيق يلازم لاعبيه في مباراة الإياب بكوريا الجنوبية. الأهلي لم يستغل الطقس في الوقت الذي كان الطقس في ملعب الشرائع يميل لمصلحة لاعبي الأهلي على رغم تميز الكوريين ب"فورمة" المباريات إلا أن الحرارة والرطوبة كانا سلاحين يصعب على الكوريين التكيف معهما طوال شوطي المباراة، وهذا ما وضح بمجرد مرور الدقيقة 60، فقد كان مرجحاً أن يتقدم وقت الأعياء على لاعبي سول مع نهاية الشوط الأول لو أجاد لاعبو الأهلي الاستحواذ على الكرة وتسريع رتم المباراة من أول دقائق المباراة، فالمقاومة لن تجدي نفعاً من الكوريين وسط هذا المناخ غير الجيد لهم بتاتا، وهذه من العوامل السلبية في أداء الأهلي. سوء اللمسة الأخيرة صحيح أن هدفي مباراة كاشيوا والشباب جاءا من كرتين ثابتتين إلا أنهما لا يعكسان مجريات المباراة، التي وجد فيها العديد من الفرص الخطرة القابلة للتسجيل، إلا أن سوء اللمسة الأخيرة، وتفوق حارسي المرمى ألغيا التسجيل مع هذه الكرات. وسط الأهلي و"فخ" العرضيات نجح لاعبو سول في فرض أسلوبهم وفي تحقيق رغباتهم مع بداية الشوط الثاني حينما أجبروا لاعبي الأهلي على إرسال الكرات العرضية ومن مسافات بعيدة كانت مريحة للمدافعين ولحارس المرمى في ظل حال الإعياء البدني الذي أثر على تحركاتهم وتفاعلهم فوق ملعب المباراة، وهذا الأمر السلبي لم يتنبه له اللاعبون إلا مع آخر دقائق المباراة بفضل التمريرة الأرضية من مصطفى بصاص لزميله "البديل" سلطان سوادي الذي سجل هدف التعادل دون أي مضايقة أو مراقبة من مدافعي سيول الذين كانوا ينتظرون الكرة العرضية. المحصلة من المباراتين أن يعود الشباب من أرض اليابان بنقطة وهدف فهو الرابح من مباراة هذه الجولة، عكس الأهلي الذي خسر نقطتين على أرضه وبين جماهيره، ويحتاج من أجل التعويض الكثير من الجهد والتركيز والتوفيق، بالذات ومنافسه يتملك ثقافة المنافسة في هذه المباراة، ولديه من اللاعبين المحترفين ما يجعله يبحث عن تحقيق لقب هذه البطولة وليس المنافسة فقط.