كعادته منذ 27 عاماً، نجح "مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض" في تحويل معرض الكومبيوتر السنوي "جيتكس دبي" إلى مناسبة لإظهار قدرته على التجديد والابتكار. ففي السنة الماضية، جدّد"جيتكس"نفسه عبر إضافة قسم مستقل للاتصالات المتطورة حمل اسم"كومس غالف"Comms Gulf. وفي العام الحالي، تكرّرت مظاهر التجديد. ومن الأمثلة عليها، إضافة قسم مستقل آخر باسم"معرض أدوات المستهلك الالكترونية"Consumers Electronics، على اسم المعرض العالمي الشهير الذي تستضيفه مدينة"لاس فيغاس"سنوياً. وقد رعته شركة"هولييت باكارد"التي تُعرف باسمها المختصر"أتش بي"HP. وفي مثال آخر، عُقد"أسبوع التقنية"الذي ركّز على شرح المفاهيم الحديثة في التكنولوجيا الرقمية. وكالعادة، ملأ الزوار القاعات الثماني الرئيسة للمركز، إضافة الى قاعتي"الشيخ راشد"وپ"الشيخ مكتوم"اللتين استضافتا معرض الأدوات الالكترونية. وقد توافد هؤلاء من أمكنة ودول متفرقة، إلى المعرض الذي يعتبر الحدث الأكبر من نوعه لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط. وعلى مدار اسبوع، شخصت العيون الى ما يقدمه"جيتكس دبي"، لتختزن أكبر قدر من المشاهد والمعلومات. وتكرّرت أيضاً الدهشة بتجمّع هذا الكمّ من شركات الاتصالات والكومبيوتر والألعاب الالكترونية والبرمجة والاستشارات والأجهزة الذكية وغيرها. وعرضت تلك الشركات منتجاتها، واستخدمت وسائلها التسويقية لبيعها، في معرض بات مناسبة تجمع بين الثقافات والجنسيات. ترى البشرات الصفر والبيض والسمر والسود وسواها، على أجساد تعمل كخليّة نحل في خدمة التكنولوجيا. فهناك من يقف محاولاً التفسير للزائر نوعية المنتج الذي يسوّقه، وآخر ينتظر قدوم عميل لينقضّ عليه ويبيعه المنتج، وثمة من يوزع على المارة كتيّبات تشرح بالتفصيل المادة المسوّقة وغيرها. وأما رؤساء الشركات والمديرين التنفيذيون فيجلسون في منصاتهم يراقبون المارة، تحركاتهم وشغفهم برؤية الجديد. تميّز المعرض بمجموعة كبيرة من العروض الحية شملت المنتجات والخدمات. وبدت تلك العروض مؤثرة، لأن العميل يودّ أن يطمئن الى نوعية المنتج قبل شرائه، وهذا ما تقدمه الشركات لعملائها عبر عروض حيّة على شاشات كبيرة تشرح كيفية عمل البرامج وإتقانها حتى التفاصيل الأدق فيها. وفي ردهات القاعات، توزّعت المنصات التي تبدو كمكاتب حقيقية لاستقبال الزائرين. واستقبل"جيتكس 2007"3300 شركة جاءت من 82 دولة. واتخذت دول عدّة هذا المعرض منصة لإطلاق مبادراتها ومشاريعها في المنطقة. فمثلاً، أطلق رئيس وزراء مالطا المُخَطّط الرئيس ل"مالطا سمارت سيتي"الذي يهدف إلى تأسيس مدينة متكاملة لخدمة شركات صناعة المعرفة واقتصاداتها. وتُشرف على تطوير هذا المشروع شركة"سمارت سيتي دبي". أجهزة وأدوات وشاشات وعرضت شركة"شارب"Sharp شاشة تلفزيون من الكريستال السائل تعتبر الأكبر من نوعها، إذ يبلغ قياسها 108 إنشات. كما طرحت شركة"سانديسك"Sans Desk ذاكرة"فلاش"بسعة 4 غيغابايت وبسرعة 25 ميغابايت في الثانية. وتحمل هذه الذاكرة في تصميمها شكل الدراجة النارية. كما طرحت شركة"لوجيتك"Logitec الفأرة الالكترونية الماوس من نوع"أم إكس ريتشارجابل كوردلس"MX Rechargeable Cordless التي يمكن استخدامها في الهواء من دون الاستناد إلى سطح صلب، أي كما يستخدم جهاز التحكمّ"الريموت كونترول"في التنقّل بين الأقنية التلفزيونية. ومع هذه"الماوس"يمكنك ان تستند الى أريكتك وتتحكم بالكومبيوتر كما تتحكم بالتلفزيون. وعرضت شركة"إتش بي"HP في جناحها مجموعة من الكومبيوترات الدفترية المقاومة للماء، وذلك ضمن خطة الشركة للترويج لمنتجاتها المصممة للاستخدامات القاسية بحيث تكون مقاومة للخدش وتمنع تسرب الماء فضلاً عن مقاومتها الكبيرة للاهتزازات والصدمات. من ناحية أخرى، ركزت شركة"آفايا"Avaya في جناحها على توحيد شبكات الاصالات لتجمع بين البريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية وشبكات البيانات في نظام شبكي موحّد. كما أتاحت شركة"يوتوبيا"Utopia لعملائها فرصة إدارة بياناتهم عبر الهاتف الجوّال، بمعنى القدرة على استخدام ذلك الجهاز في دفع فواتير الخدمات وعقد صفقات البيع والشراء وغيرها. وقدّمت شركة"نيو كونيكت"New Connect المتخصصة في تطوير برمجيات الكومبيوتر وتطبيقاته، برنامجين يسمحان للمستثمرين بمراقبة حركة الأسهم من خلال خليوياتهم، كما يساعدانهم على اتخاذ القرارات الإستراتيجية المتعلقة بحال الأسهم. ولاقت البرامج من هذا النوع اهتمام الجمهور، بفضل المساحة الكبيرة التي تحتلها الأسهم وأسواقها في أذهان الخليجيين راهناً. وعرضت الشركة عينها برنامجاً ثالثاً، اسمه"أي أم أو"EMO، مُصَمّماً للهواتف الجوّالة بحيث يتيح المزج بين خدمة المكالمة الهاتفية وخدمة الرسائل النصية القصيرة"اس ام اس". كما قدّمت شركة"بافالو"Pafallo تقنيات مبتكرة في تخزين المعلومات الرقمية، إضافة الى منصات اتصال لا سلكية متطورة لنقل المواد المصنوعة بالوسائط المتعددة ميلتي ميديا. وطرحت شركة"هيوليت باكارد"الجيل التالي من تقنيات الطباعة"برنت 2"Print 2.0 التي تتضمن برامج معلوماتية لإدارة المحتوى وطباعته عبر شبكة الانترنت أو غيرها من الشبكات الرقمية، إضافة الى مجموعة أخرى من البرامج المتطورة. وقدمت شركة"سامسونغ"Samsung مُشغّل أقراص الفيديو المزدوج الذي يدعم تشغيل اسطوانات"دي في دي"من النوعين العالي الوضوح"هاي ديفينيشن"Hi Definition وپ"بلو-راي"Blue Ray. والمعلوم أن الأسواق تشهد منافسة بين هذين النوعين، تُذكّر بالمنافسة بين نوعي أشرطة الفيديو الكبيرة والصغيرة الحجم في ثمانينات القرن الماضي. وأعلنت شركة"سانيو"Sanyo عن تلفزيونات تعمل تحت الماء وجاهزة للاستخدام في أقسى الظروف. وعرضت شركة"أفايا"حلول الاتصالات المصرية، كما أعلنت عن شراكة مع إحدى المؤسسات الحكومية في الإمارات. وكذلك طرحت شركة"دو"Du الكورية للاتصالات، والتي تعتبر المُشغل الثاني لخدمات الخليوي في دبي، نماذج عن خدمات الشركة المستقبلية والميزات التي تزمع تقديمها لمشتركيها الحاليين. وكذلك أعلنت شركة"سايبس"Sipes عن الإصدار الجديد من برنامج"باور بلدر"وپ"بارو ديزاينر"، وهما تطبيقان يستخدمان لأغراض البرمجة والتصميم الالكترونيين. كما عرضت شركة"نت جير"Netgear جهاز تشغيل فيديو عالي الوضوح يعمل لا سلكياً. وقدّمت شركة"آدوكس"، عبر فرعها في الشرق الأوسط، حلولاً ذكية لأمن المعلومات، إضافة الى برنامج مكافحة الفيروسات"نود 32"ومجموعة تطبيقات أمن المعلومات التي تحمل اسم"سمارت سكيوريتي"Smart Security. وقد أعلنت شرطة دبي في ثاني أيام"أسبوع التقنية"عن تعاونها مع شركة"أوراكل"Oracle المتخصصة في قواعد البيانات، في تنفيذ منصة لأتمتة عمليات المراسلات الخاصة بالشرطة وتوحيدها عبر حلول"أوراكل"المتقدمة. وتخدم هذه الحلول أكثر من خمسة آلاف مستخدم في الشرطة راهناً. وأطلقت شركة"ال جي"LG مشغل أقراص فيديو رقمية دي في دي يحمل اسم"بي اتش 100 سوبر ملتي بلو"Super Multi Blue BH 100 الذي يدعم تشغيل نسقي الاسطوانات الرقمية"هاي ديفينشن"وپ"بلو-راي". وفي المقابل، لوحظ غياب مجموعة من كبريات الشركات التكنولوجية مثل"كانون"و"لينوفر"و"جافرا"وپ"مايكروسوفت"وپ"انتل"عن"جيتكس دبي 2007". وفُسّر الغياب بتزامنه للمرة الأولى مع معرضين مهمين عالمياً لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في امستردام ولندن. وترتبت على عقد هذين المعرضين التزامات مسبقة لبعض الشركات التي غابت عن معرض دبي. وكان القيمون على المعرض قد قدّموا الموعد بسبب شهر رمضان المبارك. وفي هذا السياق، أكّد حسام الدجاني، نائب رئيس فرع شركة"أوراكل"في الشرق الأوسط وإفريقيا، نجاح الإستراتيجية الجديدة لدورة المعرض الراهنة، في استقطاب أعداد كبيرة من صناع القرار والتجار والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات.