في السنوات الأخيرة، لم تطرأ على الموضة تغييرات جذرية، باستثناء بعض الابتكارات المعدودة. ويلاحَظ أن دور الأزياء تجري تعديلات طفيفة على تصاميمها، وكأنها تنقل"مبتكراتها"الرائجة من موسم إلى آخر. وفي ظل اتجاه الموضة العالمية نحو الثياب الأكثر انحساراً، باتت الفتاة التي لا تسمح لها تقاليدها أو عائلتها بمجاراة الزي"الكاشف"في مأزق يمنعها من الانخراط في موجات التغيير التي تضرب الموضة. إلاّ أن بعض التعديلات الطارئة على المواسم، باتت ملاذاً للفتيات العصريات، والمحجبات على وجه التحديد. فعلى سبيل المثال، بعد أن عادت التنّورة القصيرة،"ميني جوب"، إلى السوق بقوة في الأعوام الماضية، درج ارتداء سروال قطني لصيق،"فيزو"، تحتها. تعديل وجدت فيه الفتيات، لا سيما"المحتشمات"منهن، وسيلة لمجاراة الموضة، بدلاً من التخلي عن تقاليدهن وعاداتهن. ولم تعد الفتاة المحجبة تجد عائقاً أمام ارتدائها أي فستان، مهما كان قصيراً، إذا كانت سترتدي تحته سروالاً لصيقاً، أو بنطلون"جينز"في بعض الأحيان. وعلى هذا الأساس، انطلقت كاميليا الزعيم. شابة أرادت أن توفر على مثيلاتها، ما ذاقته على مدى أعوام، لاقتناعها بضرورة ارتداء ملابس محتشمة. فهي عانت لتقع على ثياب تناسب تربيتها الدينية الملتزمة. الزعيم أرادت من خلال دخولها معترك"أزياء المحجبات"، إذا جاز التعبير، أن تغيّر وجهة نظر المجتمع تجاه المرأة المحجبة، من ناحية أن التصاميم والملابس التي كانت ترتديها، كانت"متخلّفة"عن الموضة، ولا تجاري جديدها. وكاميليا الزعيم تصمّم أزياء عصرية للمحجبات بعيداً من التقليد والروتين، من أجل إظهار جمال الفتاة والسيّدة وأناقتهما. ومن خلال تنسيقها الملابس مستعينة في بعض الأحيان بالپ"جينز"، تريد الزعيم أن تغير الفكرة السائدة عن المحجّبة وصورتها النمطية، بأنها يجب أن ترتدي عباءة طويلة مع"غطاء للرأس"مناسب لها. الأنثى التي تتوجه اليها كاميليا، فتاة شابة من سن الخامسة عشرة وما فوق. وتتنوع الأزياء وقصّاتها مع اختلاف الأعمار. وأزياء الزعيم عبارة عن ملابس جاهزة"سبور- شيك". وتضيف عليها الأكسسوارات التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أي لباس. وتقول:"الأكسسوارات من صلب الموضة، وتضفي رونقاً على التصميم، بخاصة إذا كانت متناسقة مع الحجاب، من ناحية اللون والموديل". تتجه الزعيم إلى طرح تصاميمها تحت اسم"ميزة"، وتضم هذه الماركة إضافة إلى الملابس، أكسسوارات وحقائب وغطاءات الرأس، إضافة إلى ثوب الصلاة والسجادة. تتبع كاميليا الموضة من خلال الأقمشة والألوان والقصّات، إلاّ أنها تعمل على تعديلها بأسلوب أكثر احتشاماً، وتأمل بأن تستطيع الوصول إلى الممثلات العربيات اللواتي تحجّبن. وتسعى كاميليا من خلال تصاميمها الى إبراز المرأة المحجبة"عادية"، كأي امرأة أخرى، فهي عصرية وعاملة وأنيقة، في آن. وفي سبيل تحقيق ذلك تطرح مجموعة من"التايورات"الأطقم النسائية التي تصلح للمرأة العاملة أو الموظفة، وتحرص على أن يكون تصميمها عملياً جداً مع الحفاظ على الأناقة والبساطة، ويساعد الفتاة المحجبة على التحرّك والتنقّل بين زملائها، بلا إحراج.