بعد أكثر من عشرين سنة على كارثة المكوك الفضائي الاميركي "تشالنجر" الذي كان سيقلّ أول معلمة الى الفضاء كريستا ماكوليف، تنضم باربرا مورغان النائبة عنها آنذاك الى طاقم المكوك"انديفور". ومن المقرر إطلاق"انديفور"غداً من مركز كينيدي الفضائي القريب من كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا في مهمة تستمر 11 يوماً الى محطة الفضاء الدولية. وستكون باربرا مورغان 55 سنة التي انضمت بعد سنتين من التدريب والتقويم الى طاقم رواد الفضاء في وكالة الفضاء الاميركية ناسا عام 1998 بصفتها اختصاصية مهمات، بين أفراد طاقم"انديفور"السبعة. وقالت باربرا مورغان في مقابلة نشرتها"ناسا":"أعرف ان الناس سيتابعون هذه المهمة وسيتذكرون كريستا وطاقم تشالنجر، وهذا أمر جيد". وكانت"ناسا"اختارت مورغان عام 1985 فيما كانت في الرابعة والثلاثين من العمر للحلول محل ماكوليف في حال استحال انضمامها الى رحلة تشالنجر. ومورغان هي واحدة من بين اساتذة المدارس الذين ترشحوا بالآلاف ليكونوا اول معلم او معلمة في الفضاء، في وقت كانت"ناسا"تسعى الى تحريك اهتمام الرأي العام ببرنامجها الفضائي من خلال إرسال أول مواطن عادي في رحلة الى الفضاء. وخضعت مورغان لتدريب دام ستة أشهر مع كريستا ماكوليف التي اختارتها"ناسا"بعد فترة طويلة من التردّد ما بين المعلمتين. وقضت كريستا ماكوليف مع أفراد الطاقم الستة الآخرين في انفجار المكوك"تشالنجر"في 28 كانون الثاني يناير 1986 بعد 73 ثانية على إطلاقه بسبب عطل في وصلة احد الصاروخين المساعدين. وشكل هذا الحادث أكبر كارثة لحقت بالبرنامج الفضائي الاميركي تلاها حادث المكوك كولومبيا عام 2003. وزاد وجود كريستا ماكوليف على متن"تشالنجر"من وطأة المأساة التي نقلتها الشبكات التلفزيونية في بث مباشر لتبقى مطبوعة في ذاكرة الاميركيين. وبعد حادث"تشالنجر"ترددت وكالة"ناسا"طويلاً بين مواصلة مشروع ارسال مدرّس الى الفضاء او ضمه الى فريق رواد الفضاء، مثلما تفعل مع عدد من العلماء والمهندسين منذ برنامج صاروخ"أبولو"لغزو القمر في الستينات. وكان هذا الفريق في الاساس يتألف حصراً من طيارين متدربين من سلاح الجو وطيران البحرية وعددهم ما زال كبيراً جدا. واختارت وكالة الفضاء في نهاية الامر ضم باربرا مورغان الى فريق رواد الفضاء. وهي ستشارك في شكل ناشط خلال مهمة"انديفور"في تفريغ 2.3 طن من التجهيزات واللوازم والمؤن الموجهة الى محطة الفضاء الدولية وفي نصب وحدة تخزين بمساعدة الذراع الآلية المثبتة على المحطة. كما ستتولى الرد على اسئلة تلامذة من ايداهو خلال مؤتمر صحافي. وقالت مورغان اخيراً"ان رواد الفضاء شأن الاساتذة، يتعلمون ويستكشفون ويكتشفون ويتقاسمون ما تعلموا واكتشفوا، وهذا ما يهم".