بينما لا يزال رجال الإطفاء اليونانيون والأوروبيون يعملون على إخماد الحرائق التي اندلعت منذ الجمعة في بيلوبونيسوس وجزيرة إيفيا في اليونان وتراجعت حدتها أمس، تعرضت البلاد لهزتين الأولى طبيعية لم توقع أضراراً، والثانية سياسية أصابت صورة الحكومة المحافظة لعدم قدرتها على التعامل مع المأساة التي أوقعت في آخر حصيلة 63 قتيلاً. ووقعت هزة أرضية بقوة خمس درجات على مقياس ريختر في منطقة إيليد غرب بيلوبونيسوس من دون الإفادة عن أضرار مادية، كما أعلن المرصد الجيولوجي في أثينا. وفي هذا الوقت، لا تزال حرائق الغابات المستعرة منذ الجمعة في بيلوبونيسوس وجزيرة إيفيا"خارجة عن السيطرة". لكن فرق الإطفاء طمأنت إلى أن الحرائق لا تهدد"في الوقت الحاضر"القرى المجاورة. وتواجه الحكومة اليونانية المحافظة انتقادات متزايدة قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، بتهمة"العجز"عن مكافحة الحريق الذي تسبب بهروب القرويين من منازلهم. وقال الحزب الاشتراكي المعارضة إن"الحريق كان مبرراً لضعف الحكومة في مواجهة الأزمة". وقال زعيم الحزب جورج باباندريو إن"الحكومة أثبتت أنها غير قادرة على التعامل مع الحرائق، لا يمكنها إنقاذ حياة البشر والممتلكات والمنازل... حان للشعب اليوناني أن يختار حكومة قوية يمكنها أن تضمن الأمن والثقة والأمل". وشاركت الصحف اليومية في انتقاد الحكومة إذ صدرت أمس بعناوين مثل"شل الدولة، سخط على الحكومة"و"الانتخابات من غضب". لكن الحكومة تمسكت بخطتها إجراء انتخابات نيابية مبكرة في 16 أيلول سبتمبر المقبل. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة Alco تراجع المحافظين في مقابل الاشتراكيين، عازياً السبب جزئياً إلى"معالجة الأزمة". وردت الحكومة على الاتهامات بأنها لم تتحرك بالسرعة الكافية بالقول:"لا يمكن أن تندلع الحرائق مصادفة". وأطلق رئيس الوزراء كوستاس كارامانلس نداء من أجل الوحدة قال فيه:"يجب أن نبقى جميعاً كيونانيين متحدين... كما في ماضينا، ويجب أن نبرهن أننا روح واحدة، وقبضة واحدة في الأزمة الوطنية". وكانت الحكومة عرضت مكافآت تصل إلى مليون يورو 1.4 مليون دولار للمساعدة في تعقب المخربين. ووجه كثير من رؤساء البلديات المحلية تهماً إلى مطوري أراض بإشعال الحرائق من أجل"إقامة انشاءات جديدة". أما في ما يتعلق بإخماد الحريق المندلع منذ أكثر من أربعة أيام، فواصل رجال الإطفاء عملهم في ظل زيادة المساعدة الخارجية. وقال جورج ديبموبولوس:"اضطررت إلى استخدام 300 ليتر من النبيذ في محاولة لإخماد حريق حول بيتي". وأضاف جورج وهو من قرية ماكيستوس الواقعة جنوب جزيرة إيفيا الأكثر تضرراً:"حاربت الحريق طوال 17 ساعة. تركنا تحت رحمة النيران. لا أستطيع أن أقول إذا كان النهار أو الليل". وأعلنت اليونان حالة الطوارئ ونداءات المساعدة، ما استدعى دولاً أوروبية إلى إرسال طائرات ورجال إطفاء للمشاركة في إخماد النيران. وما أسهم في التقدم في محاولة السيطرة على النيران هو تراجع سرعة الرياح. وقال رئيس فريق للإطفاء ماركوس سترانغولاس:"النار بدأت تنحسر، لا توجد رياح في المنطقة ولدينا القاذفات فوق الماء، ولكن علينا أن نتوخى الحذر". وأضاف:"إنني على الجبال العالية، وهناك أشجار البلوط في جميع الأنحاء. دعونا نأمل بأن يبقى بهذه الطريقة".