سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشائر وجماعات مسلحة سنية ساهمت في حماية الزوار الشيعة في "مثلث الموت" . مقتل وإصابة العشرات باشتباكات في كربلاء وإجلاء الزوار بعد إلغاء "الزيارة الشعبانية"
ألغت السلطات العراقية في كربلاء 112 كم جنوببغداد الزيارة الشعبانية التي تصادف اليوم بسبب اندلاع اشتباكات بين مسلحين وقوات الامن طوال مساء الاثنين وصباح الثلثاء أسفر عن مقتل واصابة العشرات، وبدأت باجلاء مئات الآلاف من الزوار بعدما أعلنت حظر التجول في المدينة. وذكر مراسل"الحياة"في كربلاء ان عشرات الباصات ارسلت الى مركز المدينة لاجلاء الزوار الذين تقدر السلطات عددهم بنحو 3 ملايين وفدوا الى كربلاء بمناسبة ذكرى ولادة الامام المهدي آخر الائمة الاثني عشر لدى الشيعة. وعمت الفوضى مركز المدينة حيث مرقدا الامامين الحسين بن علي واخيه العباس، وحصل تدافع شديد بين الزائرين، ومعظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ القادمين من انحاء مختلفة من العراق وبلدان اخرى، ساهم في رفع عدد ضحايا الاشتباكات التي تخللتها انفجارات مجهولة المصدر. ولم تنشر السلطات الرسمية حتى مساء امس حصيلة نهائية للضحايا الذين يتوقع ارتفاع أعدادهم، فيما اعلن مسؤول طبي عراقي مقتل 27 زائراً واصابة 147. وقال الطبيب سليم كاظم مدير صحة المحافظة ان"مستشفيات المدينة تسلمت جثث 27 قتيلا و147 جريحا على الاقل من المدنيين اثر اشتباكات بين مسلحين وقوات الامن العراقية في كربلاء". وكان مصدر طبي اعلن في وقت سابق مقتل ستة اشخاص واصابة اكثر من خمسين. واكد ان"جميع الضحايا اصيبوا باطلاقات نارية في امكان متفرقة من الجسد". واضاف ان"الضحايا وزعوا على مستشفى الحسين ومستشفى التوليد للنساء". وأعلن قائد عمليات كربلاء اللواء صالح خزعل قرار حظر التجول في محافظة كربلاء"للمحافظة على ارواح المدنيين وزوار العتبات المقدسة"، مضيفا ان تعزيزات عسكرية ارسلت من بغداد لمساندة القوات العسكرية في المحافظة. واعلن اللواء عبدالكريم خلف مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية لتلفزيون"العراقية"ان"اكثر من خمسين بين قتيل وجريح سقطوا اثر اشتباكات بين مسلحين وقوات الامن العراقية في مدينة كربلاء بعد ظهر امس". واضاف ان"المسلحين هم عصابات اجرامية مأجورة عملهم القتل والاجرام وليس لهم اي مرجعية سوى القتل". واكد خلف ان"رئيس الوزراء نوري المالكي امر بارسال قوات اضافية الى المدينة وبالفعل ارسلنا قوات محمولة جوا وكذلك ارسلنا قوات من المحافظات المجاورة وتمت السيطرة على جميع مداخل المدينة، ولا تزال مجموعات مسلحة قرب العتبات وبدأت تتناقص تدريجيا". وتابع"الجماعة كانت تخطط لهذه الاعمال منذ فترة واستغلت المناسبة من اجل خلق بلبلة". وتوقع ان تتمكن قوات الامن خلال ساعات من السيطرة على الوضع والقاء القبض على"المجرمين"وتقديمهم للعدالة. ونقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان ان"الوضع حاليا هادئ لكن المسلحين ينتشرون في المدينة بالقرب من العتبة الحسينية ويسيطرون على مدخل شارع العباس لكن الروضات لا تزال تحت سيطرة عناصر حماية المراقد". وذكرت الشرطة ان مسلحين يحملون أسلحة آلية ومسدسات كانوا يحاولون السيطرة على المنطقة المحيطة بضريحي الحسين والعباس. ونقلت وكالة"رويترز"عن حازم الاعرجي، أحد مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ان الاشتباكات اندلعت حينما عارضت الشرطة أن يردد الزوار شعارات مؤيدة للصدر وبدأوا بضربهم. وقال مساعد آخر للصدر هو عمار السعيدي ان معاملة الزوار أغضبت الصدريين في كربلاء وأثارت أعمالا انتقامية من قوات الامن. وذكرت شرطة المدينة أن مسلحين اشتبكوا أمس مع أفراد الشرطة قرب مرقد الامام العباس، بعد اشتباكات ليل أول من أمس التي دارت بين الشرطة والزوار وسقط فيها ستة قتلى على الاقل واصابة 22. واشار محافظ المدينة عقيل الخزعلي الى ان"مجموعات من الزائرين رفضت الخضوع الى التفتيش عند احد مداخل العتبات المقدسة مما ادى الى حصول مشادة كلامية مع الشرطة وتطور الامر الى ضرب الشرطة بالحجارة الامر الذي استفز عناصر الشرطة وبادرت باطلاق النار في الهواء لتفريق المواطنين". وتابع"فور وقوع الحادث شكلت غرفة العمليات لجنة لدراسة تداعيات وخلفيات الحادث ومعرفة مسبباته"مؤكدا"اتخاذ اجراءات امنية جديدة في طريقة التفتيش وعملية دخول الزائرين منعا لحدوث اي احتكاكات استفزازية بين المواطنين والشرطة مع اضافة قوات امنية اضافية الى مركز المدينة". وذكرت مصادر ان عناصر"جيش المهدي"التابع للصدر اشتبكت مع الشرطة مساء الاثنين بسبب مشاركة افراد"جيش المهدي"في حماية الزائرين واسفرت الاشتباكات عن سقوط نحو 6 قتلى وجرح 22. وأضافت ان اشتباكات الاثنين وقعت في منطقة باب بغداد 200 متر شمال مرقد الامام العباس عندما ارادت الشرطة وعناصر حماية الحرمين ابعاد افراد جيش المهدي من المشاركة في افواج الحماية. ولم يتم التأكد من هذه المعلومات. وعلى الفور القى مدير مكتب الصدر في كربلاء الشيخ عبدالهادي المحمداوي خطبة في الصحن الحسيني عقب الاشتباكات دعا فيها افراد"جيش المهدي"الى الانسحاب والاجهزة الامنية الى وقف اطلاق النار. وناشد الجميع"الامتثال الى اوامر مقتدى الصدر وتهدئة الأوضاع والعودة الى الاماكن التي جاؤوا منها. ونحن بريئون ممن لا يمتثل للاوامر". من جانبه ناشد المرجع الديني في كربلاء السيد محمد تقي المدرسي الاطراف والتيارات والأجهزة الأمنية الى ضبط النفس والتزام الهدوء. كما دعا الى تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على الأحداث المؤسفة والأوضاع غير الطبيعية لتفويت الفرصة على أعداء الوطن من استغلال هذه الفتنة. الى ذلك قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان مسلحين من عشائر الجنابيين والغرير والفتلة والجبور انتشروا في مناطق"مثلث الموت"التي مرت بها مسيرات الزائرين من بغداد الى كربلاء ووفروا الحماية اللازمة لهم على الطريق الخطرة التي تعبر مدنهم وقراهم. واشار مصدر من عشيرة الجنابيين في منطقة جرف الصخر الى ان آلاف المسلحين، وبعضهم ينتمي الى جماعات مسلحة، شاركوا في حماية الطريق الى كربلاء من هجمات متوقعة ضد الزائرين. وقال المصدر ان تولي العشائر والجماعات المسلحة حماية الزائرين الشيعة جاء لابطال الاتهامات التي وجهت الى تلك المناطق بمهاجمة الزائرين خلال الاعوام السابقة. واضاف:"اردنا منع فتنة جديدة بعد ان عجزت الاجهزة الحكومية عن توفير الامن للزائرين والصقت تهم مهاجمتهم بالعشائر العربية العريقة التي تقطن مناطق شمال بابل تهربا من المسؤولية".