رفض رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تحديد أي جدول زمني لانسحاب القوات البريطانية من العراق، وأصر على أنها تقوم بدور مهم هناك، في محاربة الميليشيات وتوفير الامن، وفقاً للالتزامات تجاه الشعب العراقي والأمم المتحدة. وأوضح براون في رسالة بعث بها إلى زعيم حزب الأحرار الديموقراطيين السير مينزيس كامبيل، ان"القوات البريطانية في البصرة لا تزال تمتلك القدرة على توجيه ضربات ضد الميليشيات وتوفير الامن عموماً"، مشدداً على أن تحديد أي جدول زمني للانسحاب"سيقوض هذه الجهود". وكان كامبيل طلب في رسالة سابقة بعث بها إلى براون تحديد هذا الجدول الزمني، لأن معدل الخسائر في الأرواح في العراقوأفغانستان أصبح الآن"أمراً غير مقبولاً". وتعمد مكتب رئيس الحكومة البريطانية نشر مقتطفات واسعة من رسالة براون إلى كامبيل بعد تكهنات في الصحف البريطانية بأن القوات البريطانية توشك على الانسحاب من العراق خلال أسابيع. وقال رئيس الوزراء في الرسالة إنه"من الخطأ القول إن الوجود المستمر للقوات البريطانية لن يؤدي إلا تحقيق القليل، أو أنها تواجه عراقيل شديدة تحول دون أدائها لمهماتها". وأكد أن"القوات البريطانية ستواصل العمل مع السلطات العراقية وقوات الأمن كي تتمكن من أن تضطلع بالمسؤوليات الكاملة الخاصة بالأمن". وتابع ان القرارات بخصوص العراق ستتخذ"استنادا الى نصائح جيشنا". واضاف"أخذنا، مع باقي المجتمع الدولي، على عاتقنا دعم التطور السياسي والاقتصادي في البلاد. تلك التزامات ليس من مصلحتنا التخلي عنها بكل بساطة". وسحب نحو 2200 جندي بريطاني العام الماضي ويستعد القادة العسكريون البريطانيون للانسحاب من آخر قاعدة داخل المدينة في البصرة قريباً. وقتل أكثر عن 41 جندياً بريطانياً في جنوبالعراق هذا العام، وهو أكبر عدد من القتلى في صفوف القوات البريطانية في عام واحد منذ غزو العراق في 2003 عندما كان عدد القوات البريطانية في العراق يبلغ 18000 جندي. من جانبه، أبلغ وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن أهداف وجود القوات البريطانية واضحة، وهي أن العراقيين هم الذين ينبغي أن يديروا شؤون بلادهم. وأوضح أن بريطانيا"لديها معايير واضحة بالنسبة إلى التحرك نحو تولي العراقيين السيطرة على مقاليد الأمور، لكن على أن تتوافر للقوات الأمنية العراقية القدرة على تنفيذ ذلك". ورداً على سؤال عما إذا كان الانسحاب البريطاني سيخضع للحسابات الأميركية، أكد ميليباند ان"قراراتنا بخصوص البصرة مرتبطة بالوضع على الارض في البصرة وليس الوضع على الارض في بغداد". إلا أن ميليباند حذر من أن الوضع في البصرة يتسم بالصعوبة ويثير تحديات عدة. وكانت بريطانيا تعرضت لضغوط شديدة من أميركا لاعتزامها الانسحاب من العراق. وقال مسؤولون أميركيون إن بريطانيا منيت بالهزيمة في البصرة فعلاً. إلا أن براون دافع بشدة عن القوات المسلحة البريطانية سواء في العراق أو أفغانستان، لكنه أقر بأن العمليات التي تواجهها محفوفة بالمخاطر والمصاعب. وجاءت تصريحات براون فيما حذر رئيس أركان القوات المسلحة البريطانية الجنرال ريتشارد دانات من أن القوات البريطانية تواجه"جيلا من الصراع"اذا فشلت في العراق أو أفغانستان. وجاءت تحذيرات الجنرال دانات في خطاب كان ألقاه في حزيران يونيو الماضي، ولكن نطاقاً من السرية فرضته وزارة الدفاع عليها حتى أمس. ونقلت صحيفة"التايمز"عن دانات قوله"اذا فشلنا في أي من الحملتين ... سيكون الغد شديد الغموض".