تراجعت شعارات التغيير التي ارتبطت بالأحزاب الرئيسية في الائتلاف الحكومي الذي تنتهي ولايته قريباً، وحلت مكانها وعود بتحقيق"الجيل الجديد"من الإصلاحات ورفع نسبة النمو وتوفير فرص العمل لعشرات الآلاف من العاطلين من حملة الشهادات الجامعية. ودافع زعيم"الاتحاد الاشتراكي"، وهو أكبر أحزاب الائتلاف، محمد اليازغي عن اداء الحكومة وحصيلة عمل حزبه. وعرض اليازغي الذي أحجم عن الترشح هذه المرة تاركاً دائرته الانتخابية للناشطة الحقوقية لطيفة الجبابري، الخطوط العريضة لبرنامج حزبه الانتخابي أمام مهرجان شعبي حاشد في الرباط أول من أمس. ورأى أن دور"الاتحاد الاشتراكي"كان حاسماً في تحقيق الانتقال الديموقراطي، مؤكداً أنه واثق من تفهم الناخبين الدور الذي اضطلع به في الحكومة لتحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية عدة. وقال:"نقدم الحصيلة برأس مرفوعة لأننا عملنا بنزاهة واستقامة واجتهاد، وفتحنا أبواباً كثيرة لشعبنا ووطننا في كل الميادين". وذكر بأن حزبه"هو الذي أخرج المغرب من غرفة الانعاش التي كان فيها وهو مهدد بالسكتة القلبية. وهو الذي قاد الإصلاحات الأساسية التي عرفتها بلادنا". بيد أن حليفه زعيم"الاستقلال"عباس الفاسي ركز على الإجراءات الإصلاحية المرتبطة بالملفات الاجتماعية، وفي مقدمها الفقر والبطالة وتهميش الشباب. وبدا أن الجهد الأكبر في الدفاع عن حصيلة العمل الحكومي خلال السنوات الخمس الأخيرة سيقع على عاتق"الاتحاد الاشتراكي"و"الاستقلال"، باعتبارهما الحزبين الرئيسيين في الائتلاف الحاكم، فيما ينبري"العدالة والتنمية"الإسلامي باعتباره أبرز قوة معارضة لانتقاد تلك الحصيلة. لكن إيقاع الحملات الانتخابية في يومها الثاني ما زال يتسم بالهدوء في انتظار اكتمال المعطيات حول اسماء المتنافسين وهوياتهم. ولوحظ ان أعداد النساء المترشحات على رأس القوائم لا يتناسب وكتلتهن التصويتية التي تشكل 48 في المئة من الناخبين. وبدأت أجهزة الإعلام الرسمية بث مداخلات القوى السياسية المتنافسة وفق خريطة تهدف إلى إيصال رسائل الأفرقاء كافة إلى الناخبين. وعرض التلفزيون إعلانات تحض الناخبين على الذهاب بكثافة إلى صناديق الاقتراع، شملت أغاني من الموجة الجديدة ل"الراب"وأخرى بالأمازيغية واللهجة الدارجة، فيما يسود اعتقاد بأن مستويات المشاركة ستؤثر في صورة ملحوظة في خريطة البرلمان الجديد، وان كان تعدد الأحزاب 33 حزباً يضعف حظوظ المشاركين في الحصول على غالبية مريحة. وأصبحت المنافسات الانتخابية في دائرة الرحامنة شمال مراكش الأكثر شهرة، إذ استقطب اسم الوزير السابق فؤاد عالي الهمة اهتمام وسائل الإعلام. ولفت مراقبون إلى حضور مجموعة كبيرة من المراسلين الأجانب والصحافة المغربية ومراقبي الانتخابات، المهرجانات الانتخابية التي نظمها الوزير السابق القريب من الملك محمد السادس، خصوصاً انه يواجه منافسة من مرشحين إسلاميين ويساريين وليبراليين على المقعد النيابي. وكان عالي الهمة نائباً عن المنطقة في برلمان سابق، كما رأس مجلسها المحلي سنوات قبل انضمامه إلى الفريق التكنوقراطي الذي اختاره العاهل المغربي لتحمل المسؤولية بعد اعتلائه عرش البلاد.