أثارت أنباء عن امكان أن تواجه ثلاثة مصارف آسيوية احتمالات كبيرة بتكبد خسائر بسبب مشكلات قطاع الرهن العقاري العالي الأخطار في الولاياتالمتحدة، مخاوف في أسواق المال أمس من أن تكون المصارف الآسيوية التي تتجنب عادة الأخطار منذ الأزمة المالية قبل 10 سنين، اصبحت أكثر عرضة للخطر أمس ودفعت بالأسهم الأوروبية والآسيوية هبوطاً. إذ تهاوت أسعار أسهم مجموعة"دي بي إس"القابضة في سنغافورة وپ"بنك الصين"الحكومي وفرعه في هونغ كونغ"بي أو سي هونغ كونغ"بعد ان كشفت ان لديها استثمارات إجمالية معرضة للخطر بقيمة 13 بليون دولار في قطاع الائتمان العقاري العالي الأخطار في الولاياتالمتحدة. وكعادته استفاد الين الياباني من عزوف المستثمرين عن المخاطرة، فهم عمدوا إلى التخلص من استثماراتهم بالعملات المرتفعة العائد لأنها محفوفة بالأخطار وعادوا إلى شراء الين المنخفض العائد ليسددوا قروضاً حصلوا عليها به. وهبطت أسواق الأسهم من سيدني إلى سيول لتشهد آسيا أول خسارة في الأسهم منذ انخفاضها الكبير الجمعة الماضي. وتبعت الأسواق الأوروبية خطى الأسهم الآسيوية، وأشارت التعاملات الآجلة على المؤشرات الأميركية إلى ان الأسهم ستفتح على انخفاض بعد ان تراجعت موجة التفاؤل بسبب تصريحات للرئيس التنفيذي لشركة"كاونتري وايد"الأميركية للقروض العقارية أنجيلو موزيلو، توقع فيها دخول الاقتصاد الأميركي في حالة كساد. وسعى نائب وزير المال الياباني للشؤون الدولية ناويوكي شينوهارا إلى تهدئة الأجواء فقال:"ان الأسوأ قد مر في هذه الأزمة، وإن كان أمدها قد يطول بعض الشيء. وليست هناك تداعيات اقتصادية أوسع نطاقاً". وأضاف ان اضطرابات الأسواق"لن تؤثر سلباً في الاقتصاد". وأبدت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد تفاؤلاً كذلك فقالت ان المصارف الفرنسية لن تواجه أخطاراً كبيرة بسبب أزمة الائتمان العقاري العالي الأخطار في الولاياتالمتحدة، وان"الوضع في القطاع المصرفي الفرنسي جيد تماماً". وفي فرنسا أعلن"بنك بي ان بي باريبا"انه سيعيد فتح ثلاثة صناديق جمدها الشهر الماضي بسبب مشكلة الائتمان العقاري التي أفقدته القدرة على تقييم بعض الأصول. وواصلت فرنسا ضغوطها على البنك المركزي الأوروبي ليأخذ في الاعتبار اضطرابات أسواق المال العالمية والنمو الاقتصادي عندما يحدد سعر الفائدة في أيلول سبتمبر المقبل. ونقل متحدث باسم الحكومة عن الرئيس نيكولا ساركوزي بعد اجتماع لمجلس الوزراء قوله"لا يمكننا ان نحرم أنفسنا من سلاح الفائدة في وقت نواجه فيه مثل هذه الأزمة الراهنة". وكان وزير المال الألماني بيتر شتاينبروك متفائلاً بالقدر نفسه إذ قال ان ليس ثمة دلائل على ان المصارف الألمانية ستواجه مزيداً من المشكلات أو ان أزمة السيولة ستحمل تداعيات اقتصادية أوسع نطاقاً. وألمانيا هي الأكثر تضرراً في أوروبا حتى الآن من المشكلات الناتجة من التخلف عن سداد قروض الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة التي منحت لمقترضين لا يتمتعون بجدارة ائتمانية عالية. وضخ مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي أول من أمس 17.25 بليون دولار في القطاع المصرفي في حين وقف البنك المركزي الأوروبي حائراً وسط طلبات جديدة على السيولة في مزاد إذ تدخل البنكان المركزيان مرة أخرى لدعم سوق الائتمان المضطربة. وأحجم بنك اليابان المركزي عن زيادة كانت تعتبر مؤكدة في أسعار الفائدة محذراً من ان الاضطرابات في أسواق المال العالمية قد تحتاج الى وقت قبل ان تستقر. الأسهم والعملات والمعادن وانخفضت الأسهم الأوروبية أمس بعد ارتفاع استمر خمسة أيام في معاملات قادتها أسهم القطاع المالي. وتراجع مؤشر"يوروفرست 300"لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.3 في المئة إلى 1504.38 نقطة. وانخفض مؤشر"فاينانشال تايمز 100"الرئيس للأسهم البريطانية 0.1 في المئة ومؤشر"داكس"الألماني 0.5 في المئة ومؤشر"كاك 40"الفرنسي 0.4 في المئة. وانخفض مؤشر"نيكاي"القياسي للأسهم اليابانية 0.4 في المئة في اختتام التعاملات في بورصة طوكيو، أي 67.35 نقطة، إلى 16248.97 نقطة. وانخفض المؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 0.37 في المئة إلى 1585.85 نقطة. وأول من أمس انخفضت أسعار الأسهم الأميركية، فتراجع مؤشر"داو جونز الصناعي"لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 0.41 من النقطة إلى 13235.72 نقطة، ومؤشر"ستاندرد أند بورز"الأوسع نطاقاً 1.57 نقطة أو 0.11 في المئة إلى 1462.50 نقطة، ومؤشر"ناسداك"المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 11.10 نقطة أو 0.43 في المئة إلى 2541.70 نقطة. وارتفع الين الياباني أمام العملات الرئيسة وتراجع الدولار الأميركي. وكانت حركة التعامل خفيفة ولم تبد سوى قلة من المستثمرين رغبة في قروض جديدة بعد تراجع مستويات السيولة في أسواق الائتمان. وتراجع الدولار نحو 0.50 في المئة مقابل العملة اليابانية إلى 115.81 ين لكنه بقي بعيداً من أدنى مستوياته أمس البالغ 115.54 ين. وهبط اليورو 0.30 في المئة إلى 157.36 ين بعد ارتفاعه نحو 6.5 في المئة هذا الأسبوع اثر انخفاضه إلى 149.25 ين الجمعة الماضي للمرة الأولى منذ تشرين الثاني نوفمبر 2006. وارتفع 0.2 في المئة أمام العملة الأميركية إلى 1.3591 دولار بعد ان تجاوز في وقت سابق مستوى 1.36 دولار ليسجل أعلى مستوياته منذ 10 أيام. وبقيت العملة النيوزيلندية مرتفعة العائد تحت الضغط فانخفضت 0.3 في المئة أمام الدولار إلى 0.7121 دولار. وانخفضت أسعار صرف الجنيه الإسترليني قليلاً مع عودة المستثمرين الى العزوف عن المخاطرة. وكان الإسترليني من العملات التي استفادت من إقبال المستثمرين على تمويل استثماراتهم في العملات المرتفعة العائد بأموال مقترضة بعملات منخفضة العائد. وتعد الفائدة على الإسترليني الأعلى بين أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى. وانخفض الجنيه الإسترليني 0.25 في المئة أمام العملة الأميركية إلى 2.0006 دولار. وتراجع نحو 0.50 في المئة مقابل العملة اليابانية إلى 232.06 ين. وارتفع اليورو نحو 0.25 في المئة إلى 67.80 بنس. وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن على 659.75 دولار للأونصة، انخفاضاً من 660.75 دولار في جلسة القطع المسائية أول من أمس. وبلغ سعر الذهب عند الإقفال السابق في نيويورك 659.20 - 660.00 دولاراً للأونصة. وانخفضت الفضة إلى 11.64 - 11.67 دولار للأونصة من 11.69 - 11.72 دولار. وهبط البلاتين قليلاً إلى 1237 - 1242 دولارا للأونصة من 1238.30 - 1245.30 دولار. ولم يطرأ تغير يذكر على البلاديوم فبلغ 323 - 327 دولاراً للأونصة مقارنة ب 324 - 327 دولاراً في السوق الأميركية.