نقل زوار رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عنه أمس، أسفه ل "سماع بعض المواقف المتشنجة التي تصب الزيت على النار في وقتٍ نحن أحوج فيه إلى الكثير من الهدوء والعقلانية والموضوعية لإنقاذ لبنان". كما نقلوا عنه تأكيده العمل بكل طاقاته من"أجل ترشيد المواقف وتدوير الزوايا وتقريب المسافات لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي وإجرائه ضمن المواقيت الدستورية". في هذه الأثناء نقل زوار البطريرك الماروني نصرالله صفير عنه، إصراره على انتخاب رئيس جديد في الموعد الدستوري وأنه"لا يريد ان تبقى سدة الرئاسة فارغة لأي سبب بعد هذا الموعد". وكان صفير التقى الدكتور داود الصايغ موفداً من رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري،"في إطار التشاور المستمر بين النائب الحريري وغبطة البطريرك"بحسب ما أوضح الصايغ. وفي مواقف الأكثرية، رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون ان"هناك محاولة حقيقية لتعطيل الاستحقاق الرئاسي، وهذا طبعاً أمر مرفوض، وقد ينعكس سلباً على الموقع المسيحي الأول، والموقع الوطني الأول، وقد ينعكس أيضاً على التوازن في السلطة"، متهماً"أفرقاء يقولون إنهم ضد الفراغ في الرئاسة، وفي الوقت نفسه يعملون على تعطيل هذا الاستحقاق". وأعلن ان قوى 14 آذار ستعقد اجتماعات لاحقة ل"متابعة الاستحقاق والترشيحات ومحاولة التنسيق لحصرها قبل موعد الاستحقاق". وأوضح أن"طريق التوافق والحوار مفتوحة للجميع". وأعلن النائب روبير غانم مرشح للرئاسة انه لن يشارك في أي جلسةٍ لانتخاب رئيس الجمهورية"إلا إذا توافر نصاب الثلثين". وتمنى التوصل إلى"رئيسٍ توافقي ووفاقي"معرباً عن اعتقاده بأن هذا الرئيس"سيكون قادراً على قيادة السفينة إلى شاطئ الأمان نظراً للتأييد الذي يتمتع به". وعن عدم مشاركته في اجتماع معراب للشخصيات المسيحية في 14 آذار قال:"لم أتلقَ دعوة لحضوره، وبالتالي هدف الاجتماع واضح وهو حصر الاستحقاق الرئاسي". وأضاف:"يفترض بهذا الاجتماع وأي اجتماعٍ آخر أن يحدد المواصفات وأن يتفق على رؤية وبرنامج الإصلاح لهذا الاستحقاق، أنا برنامجي واضح ومعروف وقابل للمناقشة". ورأى عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية أنطوان زهرا"أننا ذاهبون في الأشهر المقبلة الى استكمال انتفاضة الاستقلال واسترجاع رئاسة الجمهورية". وشدد على أن"المسيحيين في لبنان لديهم هماً دائماً وهو تثبيت الكيان اللبناني"، مشيراً الى أن"أحد أهم أسباب استشهاد الرئيس رفيق الحريري هو اكتشافه أن هدف سورية العمل على إلغاء الكيان اللبناني وتقاربه مع الطوائف والمذاهب الأخرى لخلق قوة ممانعة وطنية للوقوف في وجه أطماع سورية". وأكد النائب الياس عطا الله أن"اجتماع النواب بأكثرية النصف زائد واحد لانتخاب رئيس الجمهورية أفضل بكثير من الفراغ الدستوري". وقال:"هناك انتكاسة بعودة الرئيس بري إلى الكلام عن حكومة الوحدة الوطنية، بعدما كان طرح في إطار مبادرته التركيز على الاستحقاق الرئاسي". ورأى أن"الرئيس بري عاد إلى هذا الكلام تحت ضغط من"حزب الله"الذي عاد بدوره لوضع البلد أمام شكوك قوية وأمام مأزق يؤدي إلى فراغٍ دستوري". المعارضة ودعا عضو كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية علي عمار الى"العمل بسرعة وقبل تآكل الوقت الفاصل عن الاستحقاق الرئاسي الى تشكيل حكومة وفاق وطني تكون بمثابة حكومةٍ للإنقاذ ولا تكون بديلاً من الاستحقاق الرئاسي"، نافياً الكلام من محاولة تحويل هذه الحكومة إلى مجلس رئاسي بديل عن رئيس الجمهورية. واتهم فريق 14 آذار بأنه"لا يملك خياره"، داعياً إياه الى"تحرير نفسه من الوصاية الأميركية والخارجية". ووضع عضو الكتلة نفسها النائب حسن حب الله مواقف واشنطن حول مواصفات رئيس الجمهورية برسم"فريق 14 شباط"، سائلاً:"هل يقبل هذا الفريق بهذا التدخل الأجنبي والى أي مدى يسير في فرض الوصاية الأجنبية على لبنان؟". وقال:"هذا دليل واضح على مدى التدخل الاميركي في الشؤون اللبنانية وكأن الاميركي هو الناخب الأساسي في رئاسة الجمهورية". ودعا عضو تكتل"التغيير والإصلاح"النائب نبيل نقولا الى"تعديل الدستور لمرة واحدة لإتاحة انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، وفتح المجال لمشاركة جميع الراغبين في الترشح، بمن فيهم موظفو الفئة الأولى". ورأى في هذا الطرح"مخرجاً من دوامة نصاب الثلثين وغيره". ورأى نقولا في حديث الى موقع"لبنان الآن"ان الشخصيات التي اجتمعت في معراب"لا تمثل اكثر من 40 في المئة من المسيحيين"، وسأل:"هل يستمرون في قراراتهم إذا رفضها غداً السفير الأميركي؟ وهل الستون في المئة الذين يمثلهم الفريق الآخر لا قيمة لهم وليسوا مسيحيين؟ وهل من كانوا البارحة في معراب، وغالبيتهم رسبوا في الانتخابات ومن نجح وصل بأصوات غيره، يمثلون الإجماع المسيحي؟". ودعا عضو"كتلة التحرير والتنمية"النائب علي خريس الى"تهيئة المناخات الملائمة لتجاوز الاستحقاقات المقبلة وإعادة التوازن الى الحياة السياسية للوصول الى اتفاق ينقذ البلد من التردي والتهالك عبر إقامة حكومة وحدة وطنية تكون مدخلاً صحيحاً لانتخاب رئيس جمهورية توافقي".