لم تنم العاصمة السودانية أول من أمس ولم يعرف زوارها النوم أيضاً من حجم الضوضاء الهائلة في كل شوارع الخرطوم، بعد الفوز الأسطوري للهلال على الأهلي المصري 3- صفر في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وهو الفوز الأكبر لأي ناد سوداني طوال التاريخ على نادي القرن الأفريقي الأهلي، ومنح النصر صدارة المجموعة ومقعداً للهلال في الدور نصف النهائي للمسابقة للمرة الأولى في نظامها الجديد، وزاد من قيمة الفوز أنه جاء مستحقاً 100 في المئة في ظل تفوق وسيطرة كاملين لأصحاب الملعب والجمهور، ولولا براعة حارس مرمى الأهلي عصام الحضري لتمكن الهلاليون من إحراز ثلاثة أهداف أخرى وربما أكثر. الفوز حفظ للهلال رصيده الفاخر في عدم الهزيمة على أرضه للعام الخامس على التوالي ومجموع 92 مباراة في كل المسابقات، بينما فشل الأهلي في تحقيق أي فوز خلال المباريات الأربع الأخيرة، بالهزيمة في تونس والسودان قارياً أمام الترجي والهلال، والتعادل في مصر مع الإسماعيلي والمصري، واهتزت شباك الفريق المسيطر على كل بطولات الكرة محلياً وأفريقياً في كل المباريات الأربع، ما يعكس حجم التدهور، وزاد الطين بلة للأهلي الإصابة الجسيمة التي لحقت بنجمه وهدافه الأول محمد أبو تريكة التي ستبعده عن الملاعب طويلاً. نجح المدير الفني البرازيلي للهلال ريكاردو في شحن لاعبيه للمباراة، فقدموا عرضاً فريداً في القوة والحماسة والجهد الكبير، وحاصروا ضيوفهم في معظم فترات اللقاء، وعلى رغم وفرة الهجوم الهلالي في الشوط الاول إلا أنه مرّ بلا فاعلية، وأنقذ خلاله الحضري هدفاً مؤكداً من انفراد تام للنيجيري كيليتشي، وأضاع مهاجم الأهلي عماد متعب فرصتين كبيرتين للأهلي، وأبعد حارس الهلال معز محجوب تسديدة جيدة لأبو تريكة. الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني كانت نقطة تحول عندما أطاح مدافع الأهلي المتقدم أحمد السيد بالكرة بعيداً عن المرمى وهو على مسافة خطوتين فقط، ومن ركلة ركنية للهلال قفز المدافع الموزمبيقي داريو الذي كان أعلى من الجميع وحول الكرة برأسه في الشباك- هدف السبق- وانفجرت المدرجات في فرحة عارمة بعد 57 دقيقة، وفرض الفائز نفوذه على الميدان، وعزز البديل حسن اسحق الفوز بهدف ثان في منتصف الشوط من تسديدة هائلة بعيدة المدى، وغلف النيجيري غودوين النصر الأسطوري بهدف ثالث من اختراق ناجح في الدقائق الاخيرة، وارتفعت مكافأة الفوز لكل لاعب هلالي إلى رقم قياسي في تاريخ الكرة السودانية وتجاوز عشرة آلاف دولار لكل لاعب. التشكيلة الهلالية التي حققت أغلى فوز في تاريخ النادي شملت اللاعبين معز محجوب - ريتشارد غاستين- داريو كان - يوسف محمد - علاء الدين يوسف - علاء الدين جبريل حسن اسحق- هيثم مصطفى حمودة بشير- عمر بخيت - سيف مساوي - غودوين، وكيليتشي. وفي المجموعة نفسها حقق أسيك ميموسا العاجي الفوز على ضيفه التونسي الترجي 2- صفر في أبيدجان، وخرج التوانسة نهائياً من المنافسة وقبعوا في ذيل المجموعة، بينما يتعلق الأمل الواهي لأسيك بحتمية فوزه في المرحلة الأخيرة بعد أسبوعين على الأهلي في القاهرة. وفي كأس الاتحاد الأفريقي انفرد دولفين النيجيري بصدارة مجموعته بعد فوزه في ملعبه على الإسماعيلي المصري 2- صفر. وزادت ضراوة المنافسة على المركز الأول الذي يتأهل صاحبه الى نهائي المسابقة بين دولفين والمريخ السوداني. ينفرد دولفين بالصدارة وله 6 نقاط من ثلاث مباريات، متقدماً على المريخ وكوارا يونايتد النيجيري ولكل منهما4 نقاط، وبقي الإسماعيلي أخيراً بلا أمل على الإطلاق وله نقطتان فقط.