أعلن الجيش الاميركي انه قتل 13 مسلحاً شمال بغداد أمس، وقصف مسجداً شمال العاصمة، بعد تعرض قواته لنيران أسلحة من مسلحين فيه. وقتلت قوات مشتركة اميركية - عراقية اربعة "ارهابيين" واعتقلت 11 مسلحاً قرب بعقوبة شمال شرقي بغداد. كما قُتل 3 جنود أميركيين في حوادث متفرقة. وقال الجيش الاميركي في بيان أمس ان مقاتلاته وقناصته قتلوا 13 مسلحاً شمال بغداد في قتال عنيف نشب بينما كانت القوات تضيق الخناق على زعيم خلية لتنظيم"القاعدة"شرق بلدة الطارمية 40 كلم شمال بغداد"يقدم المشورة الى قادة كبار للارهابيين". وأضاف ان القوات الأميركية المشاركة في العملية طلبت دعماً جوياً بعد تعرضها لاطلاق نار من بنايات عدة ما أجبر أربعة مسلحين، بينهم امرأة كانت تضع قناع تزلج، على الخروج، قبل أن ترديهم نيران المقاتلات والقناصة. وقتل تسعة مسلحين آخرين في القتال. وتابع البيان:"على رغم مناشدات قوات التحالف للارهابيين بإخراج النساء والاطفال لنقلهم الى مكان آمن قتل ولد صغير في بناية مع ارهابي مسلح اشتبك مع قوات المشاة". وينفذ الجيش الاميركي وقوات عراقية قوامها نحو عشرة آلاف عسكري عملية"السهم الخارق"التي انطلقت في 19 من حزيران يونيو الماضي ضد معاقل"دولة العراق الاسلامية"التي اعلنها انصار"القاعدة"في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد وجماعات مسلحة شيعية تحسباً لتصعيد هجماتها قبل صدور تقرير مهم بشأن حرب العراق من المقرر عرضه على الكونغرس الامريكي منتتصف أيلول سبتمبر المقبل. وكانت قوات اميركية هاجمت أول من أمس في الطارمية مسجداً سنياً في البلدة بعد تعرض موقعها لنيران أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية من المسجد أدت الى مقتل جندي واصابة آخر. واوضح بيان للجيش الأميركي ان"القوات طوقت المسجد بعد التأكد من مصدر الهجوم وبادرت الى تحديد موقع امام المسجد". وتابع البيان:"حدد الجنود موقع اثنين من المسلحين الذين كانوا على سطح المسجد وقاموا بعدها باعتقال عشرين شخصا باستثناء المسلحين". وأضاف ان"طائرة أطلقت صاروخ"هيلفاير"على مسلحين كانا على سطح المسجد في البلدة بعدما أمرت جميع من بداخله بالخروج ما ادى الى اصابة سقف المسجد بأضرار طفيفة". ومن غير المألوف بالنسبة الى القوات الاميركية في العراق مهاجمة الاماكن الحساسة دينياً مثل المساجد أو حتى دخولها الا أنها شنت هجمات في الماضي على مساجد اشتبه في أنها تستخدم قواعد للمسلحين أو لخزن الاسلحة. وقال الميجر مايك غارسيا المتحدث باسم القوات الاميركية في المنطقة:"هؤلاء المسلحون أظهروا عدم احترام كامل للبلدة باستخدام مسجد كملاذ لارتكاب أعمالهم الارهابية". وأضاف انه لم تلحق بالمسجد سوى أضرار طفيفة في العملية التي اعتقل خلالها 20 شخصاً. وأضاف أن الموقع القتالي الاميركي يتعرض للهجوم مراراً من مسلحين في المسجد منذ ايار مايو. وفي السليمانية اعلن مصدر امني عراقي الجمعة مقتل اربعة"ارهابيين"واعتقال 11 آخرين في مداهمات نفذتها قوات مشتركة اميركية - عراقية في قرية الخلاوي الخميس، شمال بعقوبة شمال شرقي بغداد. وقال العميد في الشرطة العراقية جتو صالح ان"قوات مشتركة من الجيش الاميركي والشرطة العراقية داهمت الخميس قرية الخلاوي شمال محافظة ديالى لمطاردة الارهابيين فقتلت اربعة واعتقلت 11 آخرين". واوضح ان"القوات العراقية باشرت مطاردتها للارهابيين منذ 24 حزيران يونيو الماضي، ونفذت آخر مداهمة الخميس". واكد صالح ان"القرى التي تمت مداهمتها اصبحت الآن خالية تماما من الارهابيين". واشار المصدر الى"اصابة جنديين اميركيين واثنين من عناصر الشرطة بجروح بالاضافة الى تدمير تسعة مقرات وست سيارات والاستيلاء على كميات من الاسلحة خلال المداهمة". الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي الجمعة مقتل ثلاثة من جنوده، بينهم اثنان توفيا لأسباب لا تتعلق بعمليات قتالية الخميس. وجاء في بيان للجيش ان"جنديا توفي بعد اصابته بجروح سببتها نيران معادية في بغداد الخميس". كما اعلن بيان آخر"وفاة جنديين لأسباب لا علاقة لها بعمليات قتالية الخميس"، وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الوفاة. وبذلك يرتفع الى 3699 عدد العسكريين الاميركيين الذين قتلوا منذ اجتياح العراق في اذار مارس 2003 استنادا الى ارقام وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون. في غضون ذلك، واصل عمال الانقاذ البحث عن ضحايا التفجيرات الانتحارية في قريتين في سنجار غرب العراق التي استهدفت الطائفة الايزيدية، حيث قتل وأصيب المئات، وسويت عشرات المنازل بالأرض في أسوأ هجوم يستهدف مدنيين منذ غزو العراق في 2003. ولا تتوافر بعد حصيلة نهائية لعدد القتلى بعد 3 أيام من الهجوم ومع استمرار رفع أنقاض المنازل المهدمة، فيما صدرت أرقام شديدة التباين عن مسؤولين عراقيين وأميركيين. لكن حتى أقل التقديرات تجعله الهجوم الاسوأ في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003. وقال المتحدث باسم القوات الاميركية في شمال العراق اللفتنانت كولونيل مايكل دونيلي ان جنوداً أميركيين في موقع الهجوم أفادوا بمقتل 212 وتشريد المئات. واضاف:"الارقام لن تتحدد قبل أيام إن لم يكن أسابيع. لكن الارقام ليست الشيء المهم. الشيء المهم أن نساعد الايزيديين على النهوض مجددا واظهار بعض التضامن"مضيفا أن الجيش يقوم بنقل المواد الغذائية والماء والأغطية الى المنطقة.