لم تنجح إمدادات المصارف المركزية العالمية، التي ضخّت أكثر من 320 بليون دولار أميركي في الأسواق، في إنعاش البورصات الدولية أو وقف تراجع مؤشراتها، فتهاوت أمس، في مختلف أنحاء العالم وسجلّت خسائر دراماتيكية، لم تشهد مثلها منذ سنوات. ووسّعت الأسهم الأميركية خسائرها، دافعةً مؤشري"داو جونز"الصناعي و"ستاندارد اند بورز"الى النزول أكثر من واحد في المئة مع ازدياد المخاوف من تدهور الأوضاع في سوق الائتمان. وتراجع مؤشر"ناسداك"المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 1.16 في المئة. وشهدت مؤشرات أسواق المال الأوروبية، أكبر تراجع ليوم واحد، لم تعرفه منذ أكثر من أربع سنوات، متأثرة بخسائر اسهم الشركات المالية مع تزايد القلق من أن يقود تدهور أوضاع أسواق الائتمان إلى ضمور النمو الاقتصادي. وطاولت الخسائر مؤشرات باريسولندن وفرانكفورت واسطنبول، وغيرها. وفي لندن، خسرت الاسهم في اكبر البورصات الاوروبية ما يصل الى 100 بليون استرليني من قيمتها منذ الاربعاء وتراجع مؤشر"فايننشال تايمز- 100"الى ما دون الحد النفسي البالغ 6 آلاف نقطة وأقفل عند 5859 نقطة. وبدا واضحاً عقم المحاولات لطمأنة المتعاملين في الأسواق، خصوصاً في آسيا والولايات المتحدة، وسرت اشاعات أن عدداً من أكبر المؤسسات المالية بدأ يسجل تعثراً واضحاً، ما جعل أسهم المصارف تأتي في مقدمة الأسهم الخاسرة. ولم يستطع المصرف المركزي الياباني لجم التدهور في سوق طوكيو، رغم أنه ضخ نحو 3.4 بليون دولار، وخسر مؤشر نيكاي نحو نقطتين متراجعاً عن سقف 16 ألف نقطة للمرة الاولى منذ 9 شهور. وانتقلت عدوى التناذر المالي في الخسائر، إلى الأسواق الآسيوية كلّها. وسجلت البورصات الآسيوية تراجعاً كبيراً، وبدت الخسائر واضحة في بورصات طوكيو وسيول وبومباي وبانكوك وسنغافوره وسيدني وهونغ كونغ ومانيلا وكوالالمبور وشنغهاي. وألقت أزمة اسواق المال الدولية بظلالها على الاسواق العربية التي لم يفلح أي منها في الارتفاع فأقفلت كلها متراجعة، علماً ان أمس هو آخر يوم للتداولات العربية هذا الأسبوع، ولحقت الخسائر أسواق دبي وقطر والأردن ومصر.