أعلن رئيس أركان القوات المسلحة الروسية، الجنرال يوسي بالويفسكي، أن شرط تعزيز النشاط الاقتصادي، في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، هو تعزيز الأمن في المنطقة، ما يفترض المشاركة الكاملة والتطابق في المصالح الدفاعية بين بلدان المنظمة. وكان سبق مناورات جيوش دول المنظمة العسكرية الكبيرة اجتماع رؤساء أركان الحرب في روسيا والصين وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان. وناقش الاجتماع مشروع عقيدة منظمة شانغهاي العسكرية. وكانت روسيا اقترحت عناصر العقيدة هذه في نيسان ابريل الماضي. وبحسب العسكريين الروس، أنشئت منظمة شنغهاي وسيلة لتحقيق إنجازات اقتصادية وإنسانية تشترك فيها دول المنطقة، ولكن تطور الوضع السياسي، وظهور تهديدات وتحديات جديدة، يدعو الى حل المشكلات المعاصرة على مثال جديد. وليست هذه أول مرة تحاول فيها موسكو صبغ المنظمة بصبغة عسكرية. فسبق أن دعا وزير الدفاع الروسي، سيرغي إيفانوف، قبل شهور، الى تقوية التنسيق العسكري، بل الى توحيد خطط الدول في هذا المجال. وردت بكين على الدعوة بصمت طويل. وبعد الخطوة هذه تناول الجانب الروسي المسألة على نحو جديد، واقترح تنسيق نشاط المنظمة مع أنشطة منظمة حلف الأمن الجماعي لبلدان رابطة الدول المستقلة. فأبدت بكين رفضها القاطع الاقتراح هذا. وترمي خطوة موسكو الجديدة الى توحيد بلدان تضم نصف سكان المعمورة، وترسانتين نوويتين، وجيشاً يعد أكثر من أربعة ملايين عسكري، ما يجعله أكبر عدداً من جيوش بلدان حلف الأطلسي مجتمعة. ويقول جنرالات مقربون من بالويفسكي ان مضمون تصريحاته الأخيرة واضح، ولا يقبل الجدل: على رغم أن منظمة شانغهاي لا تزال فتية تمكنت من إثبات دورها إطاراً اقتصادياً وسياسياً مهماً، وهي في بداية مرحلة التدريبات العسكرية المشتركة، وهذا يفتح آفاقاً تعزز دورها كمنظمة عسكرية. ويقول فيتالي شليكوف، وهو موظف سابق في إدارة الاستخبارات الحكومية، ان عزم روسيا على صبغ منظمة شنغهاي للتعاون بصبغة عسكرية قد يسهم في استقرار الوضع الدولي. ولم يستبعد شليكوف أن تكون المبادرة على لسان بالويفسكي جزءاً من رد الفعل الروسي على نشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا. وأوضح نائب مدير معهد الولايات الأميركية المتحدة وكندا، باول زولوتورف، أن علينا التزام ميزان القوى في العالم. وإذا كان مفهوماً سعي حلف الأطلسي في زيادة نشاطه في آسيا الوسطى، فعلى بلدان منظمة شنغهاي للتعاون تناول الوقائع الجديدة في العالم على نحو يضمن الأمن لبلدان المنطقة، ويحمي مصالحها. وفي ضوء مساعي روسيا لتنشيط عمل المنظمة العسكري، لا شك في أن فاعلية المنظمة تفترض تنسيقاً عسكرياً يتولى ضمان الأمن الإقليمي. ولعل التطورات الجارية قرينة على أن منظمة شانغهاي تتمتع بفرص واعدة تؤدي الى تطوير التعاون العسكري في المنطقة. عن فاديم سوفولفيف، "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، 9/8/2007