عقدت مجموعة من القادة السياسيين العراقيين امس اجتماعات وصفت ب "التحضيرية" لاجتماع قادة الكتل هدفها اعداد برنامج عمل موحد. وكان الزعيم الكردي مسعود بارازاني القاسم المشترك بين هذه الاجتماعات استهلها بلقاءات مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي الذي أعد مشروعاً سياسياً متكاملاً لعرضه على اجتماع قادة الكتل. واشار مؤيد العبيدي، القيادي في"حزب الدعوة"واحد المقربين من المالكي، الى ان"رئيس الوزراء سيسعى الى طرح ورقة العمل خلال الاجتماع للخروج من عنق الزجاجة الى فضاءات اوسع". وقال ل"الحياة"ان"الخطة تعتمد إيجاد حلول مناسبة للأزمة السياسية"وأوضح ان التقاطعات الموجودة بين الكتل السياسية ألقت بظلالها على الأداء الحكومي خصوصاً المتعلق بالأمن والخدمات"ما يوجب طرح مشروع يوجد الحلول المناسبة للمشاكل كلها". وأكد العبيدي ان المالكي سيجري مراجعة شاملة لمجمل ما تحقق حتى اليوم من برنامج حكومته السياسي وعوامل الأزمة التي تواجه حكومته ومناقشة كل ما له وما عليه". ولم يكشف العبيدي عن فحوى المشروع الا انه شدد على ان المالكي سيعتمد الحوار مع الكتل الباقية وسيستمع الى ما تطرحه من تصورات عن الحلول. واشارت مصادر الى ان بارزاني يقود هذه الاجتماعات ويسعى الى ايجاد ارضية مشتركة لحل نقاط الخلاف بين الاطراف المتنازعة قبل الجلوس الى طاولة اجتماع القمة المرتقب. واكدت المصادر ان زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني طرح عدداً من الحلول يرى انها تلبي طموحات المتنازعين الى حد ما في القضايا موضع النزاع. وقال النائب فؤاد معصوم، زعيم الكتلة الكردية في مجلس النواب العراقي ل"الحياة"، ان"الكتلة الكردية لا تملك حلولاً جاهزة ستعمل على طرحها لكنها تسعى الى محاورة مجموعة من الكتل لإنضاج الافكار التي ستطرح خلال الاجتماع". واوضح ان قوانين النفط والموارد المالية ومجالس المحافظات والمسألة الامنية والخدمات والكهرباء والوقود واعادة النظر في التشكيلة الوزارية ستكون في مقدمة الامور التي ستجري مناقشتها". وأكد ان محاولات جرت في بغداد امس لدعوة اياد علاوي رئيس"القائمة العراقية"الى المشاركة باءت بالفشل. وشدد معصوم على ان علاوي صديق وحليف للجميع وان دعوة شخصية ستُوجه اليه لحضور اجتماع قادة الكتل السياسية. وأشار معصوم الى ان"الحلف الرباعي"المزمع اعلانه خلال اجتماع القمة المنتظر بات خماسياً وقال ان"مناقشات جرت مع الحزب الاسلامي قطعنا خلالها شوطاً لا بأس به في طريق انضاج الافكار والاتفاق عليها". وعن الضمانات التي يطالب بها الحزب الاسلامي العراقي ليكون جزءاً من التحالف شدد معصوم على عدم وجود ضمانات في العمل السياسي مشيراً الى وجود التزامات اخلاقية ووطنية اذا ما اتفق عليها فهي ملزمة للجميع. واقام الرئيس طالباني امس مأدبة غداء على شرف رئيس اقليم كردستان حضرها رئيس الوزراء وزعيم"جبهة التوافق"عدنان الدليمي وممثلون عن مختلف القوائم السياسية. واشار اعضاء في مجلس النواب الى ان زعماء الكتل السياسية سيبحثون في الاجتماعات عددا من القضايا العالقة والمعطلة من بينها عملية الانسحابات من الحكومة وصلاحيات رئيس الجمهورية ومجلس الرئاسة، كما سيجري البحث في اقتراح عمل الحكومة مع هيئة الرئاسة كقيادة جماعية ومواضيع تتعلق بمجلس النواب لحسمها قبل بدء الفصل التشريعي المقبل". ونوه الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ان الاجتماع سيبحث ثلاثة ملفات رئيسة وهي تشكيل جبهة المعتدلين وانجاز اصلاح سياسي شامل للدولة واعادة تشكيل الحكومة فضلاً عن بحث النقاط الخلافية بين الكتل السياسية الرئيسة. من جانبه بحث طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية وزعيم الحزب الاسلامي العراقي الأوضاع السياسية الراهنة في العراق والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القادة مع السفيرين الاميركي رايان كروكر والبريطاني دومينيك اسكوايث في بغداد كلا على حدة.