اعتادت بطولة العام لألعاب القوى أو مسابقاتها ضمن الدورات الأولمبية أن تحمل مناسبات يترقبها كثر، وتكون محط أنظار وموضوع تحليل وتوقعات، خصوصاً سباق المئة متر الذي يتوج"الرجل الأسرع"في العالم. ومنذ عامين، تخلّف حامل الرقم القياسي العالمي الجامايكي آسافا باول 9.77 ثواني عن المواجهات في هلسنكي بداعي الإصابة، قبل أن يحقق موسماً مثالياً العام الماضي ويحرز في نهايته جائزة أفضل رياضي، التي يمنحها الاتحاد الدولي لألعاب القوى. والى استعادة باول حيويته، برز تايسون غاي ك"خرّيج"جديد للمدرسة الأميركية، وسلك بدوره مسيرة نجاح مضطرد، فبات الثنائي"الوجهين البارزين"اللذين سيلتقيان في أوساكا يوم 26 آب أغسطس الجاري الساعة 13.20 بتوقيت غرينيتش موعد نهائي ال100م. سباق طال انتظاره، ومضمار ناغاي ستاديوم سيكون مسرحه، خصوصاً أن سيناريوات المواجهات السابقة لم تكتمل فصولها لأسباب شتى. وعرفت نهائيات ال100م في النسخ الأخيرة من بطولة العالم والدورات الأولمبية تسجيل مجموعة من العدائين زمناً دون ال10 ثواني، والأمر ذاته يُتوقع تكراره في أوساكا، إذ يُنتظر أن يحقق أي منهما ما بين 9.84 ث و9.90 ث، علماً أن نوعية المضمار مناسبة لتحطيم الرقم القياسي أيضاً إذا كانت الظروف والعوامل الأخرى مساعدة، وعلى رغم أن"البطلين"لم ينزلا دون ال10 ثواني في مشاركاتهما الأخيرة. فقد تصدّر غاي بسهولة في لقاء لندن الدولي كريستال بالاس في 3 الجاري، وسجل 10.02 ث على رغم البرد القارس، وقبلها بنحو ثلاثة أسابيع سجل 10.13 ث في شيفيلد على رغم الريح المعاكسة 10.80 متر/ ثانية وانطلاق خاطئ أثّر على التركيز. من جهته، فاز باول في لقاء استوكهولم 7 آب مسجلاً 10.04 ث. وبدت وتيرة ايقاعه على المضمار على غرار أدائه في بطولة جامايكا 23 حزيران/ يونيو، حيث أصيب في كاحله. وكان أخّر انطلاقته الموسمية الصيفية حتى 29 أيار مايو، وغاب 3 أسابيع بعد إصابته الأخيرة. وأوضح باول عقب الفوز في العاصمة السويدية أن استعداداته لم تكتمل. وعزز هذا الرأي تصريح العداء السابق جون دروموند مستشار غاي، إذ اعتبر النتائج المحققة"مرحلية"على الطريق أوساكا"حيث سيكون الكلام مختلفاً". وإذا كان باول استهل موسمه بحذر خشية فخ الإصابات الذي أبعده عن بطولة العالم 2005، فإن غاي عانى الشهر الماضي من إصابة في ركبته اليمنى، عرقلت الى حدّ ما اندفاعه المميز في مستهل موسم السباقات في الهواء الطلق، والتي بدأها بتسجيل 9.79 ث في كارسون و9.76 ث سرعة الريح حتّمت عدم احتساب الرقم في نيويورك 2 حزيران ? يونيو، ثم تميز في بطولة الولاياتالمتحدة في انديانابوليس والتي اختير في ضوئها المنتخب الأميركي لمونديال"أم الألعاب". فقد حقق غاي ثنائية ال100 م 9.84 ث وال200م 19.62 ث، وبرقمين مميزين طبعاً، مؤكداً تطوره المضطرد. وحافظ على اندفاعه لاحقاً إذ سجل 19.78 ث في سباق ال200 م في لوزان. وعرف موسم باول بداية مشجعة في بلغراد أواخر أيار مايو 9.97 ث ثم 9.94 ث في أوسلو 15/6. وبعدما أبلي من الإصابة، سجل9.90 ث في روما 13/7 أي أفضل أوقاته هذه السنة، علماً أنه كسر حتى الآن حاجز ال10 ثواني 28 مرة، وسجل 6 مرات دون 9.90 ث وعادل رقمه القياسي العالمي مرتين العام الماضي. ويضع باول نتيجته الأخيرة في السويد"ضمن الحد الأدنى"لكنها"جيدة إذ ستجعلني في منأى من الضغوط قبل الاستحقاق الكبير". وكان باول 25 سنة أقصي من ربع نهائي سباق ال100م في بطولة العالم في ضاحية سان دوني الباريسية عام 2003، إثر انطلاق خاطئ، وحل خامساً في دورة أثينا الأولمبية 2004، و"هزمته"الإصابة في هلسنكي، لذا يتطلّع الى لقب قبل أي شيء آخر في أوساكا. بدوره يطمح غاي 25 سنة الى منصة التتويج،"وستكون جواز عبور سريع الى القمة قبل عام من دورة بكين الأولمبية هدف العدائين الأميركيين جميعهم". "حصان أسود" ويتوقع أن تضم"كوكبة المقدمة"في أوساكا أيضاً"رجل الظل"البرتغالي فرنسيس أوبيكولو، بطل أوروبا مرتين، والباهامي ديريك اتكنز 23 سنة الذي سجل 9.95 ث الشهر الماضي في أثينا، و9.86 ث في كارسون ريح قوية و9.83 ث في نيويورك. وحل أول في لقاء باريس في 6 تموز يوليو الماضي 10.00 ث، وفي لوزان 10.04 ث وثانياً في روما 10.02 ث، قبل أن تبعده إصابة طفيفة فلم يشارك في دورة الألعاب الأميركية في ريو دي جانيرو مفضلاً الراحة. وقد يستغل الضغط على كاهلي باول وغاي ويخطف اللقب.