تزايدت حالات تزوير الوثائق وانتحال صفة رجال الأمن والهيئات، وخلال الفترة الماضية تابع المهتمون حالات عدة، بعضها من المضحك المبكي، تمهيداً للبحث عن حلول لهذه الظاهرة لا بد من تحديد أكثرها شيوعاً. الأولى سرقة وثائق الهوية، أو شراؤها وربما العثور عليها ثم استخدامها، من نماذجها قصة المتسول الذي استطاع الضحك على لجنة الأطباء في المستشفى"الكبير"مدعياً انه أصم أبكم فحصل على شهادة طبية! وأمضى سنوات، يدفن الوثائق في حديقة عامة عندما يرغب بالسفر إلى بلاده، ولم يكتشف إلا بعد تقدمه للضمان الاجتماعي، ولو لم يكن اسم صاحب الوثيقة الحقيقي مقيداً في الضمان لاستمر في الضحك على الجميع. ولا ننسى حالة أخرى نشرتها"الحياة"على صفحتها الأولى لموظف أمضى سنوات في الوظيفة بوثيقة لشخص آخر"ويا غافل لك الله". ومن الحالات المثيرة ما نشر عن امرأة أفريقية ظلت تعمل في مطار الملك عبدالعزيز"الدولي"في جدة لمدة عامين بوثيقة مزورة سرقها لصوص أفارقة من مواطنة؟ ولم يكشف هذه القضية إلا تقدم المواطنة للحصول على قرض، فتم اكتشاف أنها مسجلة في معاشات التقاعد لمصلحة الأفريقية! قلت"هذا وهو مطار دولي أجل وشلون الجهات الأخرى"؟ أوردت أمثلة، وما نشر أكثر وأخطر، وهو ما يستدعي البحث عن حلول، فإذا كانت البنوك تقوم بتحديث سجلات عملائها فلماذا لا تبادر كل جهة حكومية وخاصة بتحديث سجلات موظفيها؟ أما الانتظار فهو سيزيد من حالات التزوير وما تنتجه من مخاطر أمنية، منها زيادة عدد السرقات وضياع الحقوق. النوع الثاني هو انتحال صفة رجال الأمن، ومعلوم أن خياطة الملابس العسكرية متاحة للقطاع الخاص، ما جعل العمالة الوافدة تتخصص فيها، على رغم وجود مصنع للملابس العسكرية في محافظة الخرج،"وإذا أردنا أن نقطع الداب وشجرته"، من الواجب أن تسد هذه الثغرة، وأن توكل خياطة الملابس الأمنية لجهات عسكرية، حتى لو انزعج بعض الخياطين. أما النوع الثالث، فهو انتحال صفة رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الأكثر سهولة لأنهم يرتدون ملابس مدنية، و"المشلح"وحده لا يكفي للتمييز، وهناك حادثة نشرتها"عكاظ"الأسبوع الماضي عن شابين ادعيا أنهما من رجال الهيئة فأهانا إحدى السيدات وسحباها بالقوة من السيارة إلى أن استنجدت برجال الأمن ثم حضر رجال الهيئة الحقيقيون. والأولى أن يتم تخصيص لباس مناسب لرجال الهيئة، وإلى ذلك الحين من الضرورة أن تطلب الهيئة من الجمهور الإبلاغ فوراً عن كل من يدعي أنه من أعضائها ولا يضع بطاقة رسمية واضحة التفاصيل في مكان بارز. [email protected]