سارت موسكو خطوة جديدة لحشد تأييد أوروبي لموقفها الرافض نشر درع صاروخية أميركية في أوروبا، ودعت الى اقامة منظومة دولية لمواجهة الأخطار الصاروخية بمشاركة كل الأطراف المعنية بما فيها الأطراف"المحايدة". وبعد مرور أقل من 48 ساعة على اعلان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس رفض واشنطن الاقتراح الروسي الداعي الى التعاون بين روسياوالولاياتالمتحدة في مقابل تراجع الأخيرة عن نياتها نشر درع صاروخية في شرق أوروبا، جاء الرد الروسي على شكل مبادرة شاملة تحدث عنها النائب الأول لرئيس الوزراء سيرغي ايفانوف الذي كان هدد قبل أيام"برد روسي متكافئ وفعال في حال أصرت واشنطن على تنفيذ خطتها". وتقوم الاقتراحات الروسية التي كانت محوراً أساسياً للنقاش خلال القمة الروسية - الأميركية الأخيرة الاسبوع الماضي على تأسيس منظومة متكاملة في أوروبا تشارك فيها، بحسب اقتراحات ايفانوف، الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من البلدان الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بالإضافة الى دول"محايدة"مثل فنلندا والنمسا والسويد. وأوضح المسؤول الروسي ان"الحديث يدور عن منظومة موحدة وشاملة لمواجهة الأخطار الصاروخية تشترك فيها كل الأطراف على قدم المساواة من حيث ادارة هذا النظام". وقال ان المنظومة الدولية يمكن ان يكتمل تأسيسها مع حلول السنة 2020 وتشمل انشاء مركزين لتبادل المعلومات يكون مقرهما موسكو وبروكسيل، بحسب الأفكار التي طرحها الرئيس فلاديمير بوتين على نظيره الأميركي جورج بوش، بالإضافة الى الاستخدام المشترك لمحطة غابالا الروسية في الأراضي الاذربيجانية ومحطات انذار مبكر أخرى مركزها جنوبروسيا. وأكد ايفانوف ان بلاده مستعدة في المستقبل لأن تساهم في المنظومة الدولية المقترحة بتمكين الشركاء من الاستخدام المشترك لمحطات انذار ومراقبة في جنوبروسيا، و"هذا جانب مما يمكن ان تقدمه روسيا ونعلم اننا سنكون في حاجة لتقنيات أخرى كثيرة"ذكر منها أنظمة"ايجيس"الاميركية التي قال انها يمكن ان ترابط جنوب"المناطق الصاروخية الخطرة". واعتبر ايفانوف ان تعاوناً من هذا النوع من شأنه ان"يغير الخريطة الأمنية في أوروبا كلها، وان يعزز الثقة المتبادلة لأن كل الأطراف سيكون لها الحق بالاطلاع على المعلومات وتبادلها"، ما يؤكد اننا لسنا أعداء ولا منافسين وان الحرب الباردة غدت جزءاً من الماضي". ورأى خبراء روس تحدثت اليهم"الحياة"ان الاقتراحات الروسية تهدف الى حشد تأييد أوروبي لموقف روسيا، لأن موسكو مقتنعة بأن واشنطن لن تتراجع عن مخططاتها، خصوصاً ان الفترة الأخيرة شهدت تزايداً في المواقف الأوروبية المؤيدة لاعتراضات روسيا على الدرع الأميركية. وقال الجنرال السابق ليونيد ايفاشوف رئيس أكاديمية العلوم الجيوسياسية إن واشنطن لن تقبل بالامتناع عن خطة استراتيجية"تهدف اصلاً لتطويق قدرات روسيا النووية والصاروخية في مقابل تعاون معلوماتي مع موسكو". ويعتبر البعض ان الكرملين يعول على اتساع نطاق التأييد الأوروبي لمواقفه، خصوصاً ان بعض عناصر الرد الذي هددت موسكو بأنه سيكون فعالاً وقوياً هي الانسحاب من معاهدة الحد من الاسلحة التقليدية في أوروبا، والشروع في بناء أجيال جديدة من الصواريخ المتوسطة المدى. كما ان عسكريين روساً هددوا أخيراً بنشر صواريخ استراتيجية روسية في منطقة كاليننغراد غرب روسيا، وهو أمر أثار قلقاً واسعاً في أوروبا.