شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى دارفور يان إلياسون على ضرورة بدء محادثات سلام بين الحكومة والمتمردين الشهر المقبل لإنهاء أزمة الإقليم، فيما تسلم المبعوث المشترك للاتحاد الأفريقي والمنظمة الدولية رودولف أدادا مهماته رئيساً للبعثة الأفريقية في السودان، والتقى أمس الرئيس عمر البشير في الخرطوم. وقال إلياسون إن اتفاق أبوجا للسلام في دارفور ومشاورات أديس أبابا التي أقرت نشر قوة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور ستكون مرجعية للتفاوض بين الحكومة والحركات المتمردة. وأضاف للصحافيين عقب لقائه وزير الخارجية السوداني لام أكول أمس في الخرطوم أن"الوقت اقترب لجلوس أطراف النزاع على طاولة التفاوض. أردنا من الزيارة الحالية توجية رسالة قوية إلى الحكومة السودانية، مفادها أن الوقت حان لبدء المحاثات، وأننا ندخل مرحلة حرجة في مسار التوصل إلى حل سياسي وسلمي لمشكلة دارفور". وأكد أنه بدأ"سلسلة نشاطات ديبلوماسية مكوكية"ينتظر أن تنتهي بدعوة يوجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري إلى اطراف النزاع لبدء المحادثات. وقال:"نقوي قدراتنا بالحركة والاتصال، وسنظل بضعة ايام في المنطقة لهذا الهدف". وأعرب عن أمله في أن تتمكن الأطراف المعنية بالمفاوضات من تحضير نفسها جيداً"بالرغبة والإرادة السياسية"، محذراً من أن"الوقت ليس في مصلحة أحد". وشدد على أن حل مشكلة الإقليم سيظل شأناً سودانياً خالصاً. وقال:"على رغم جهود الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن ودول الجوار الاقليمي، فإن الحل سيبقى سودانياً. لذلك على السودانيين وحدهم الاتفاق على حل هذه الازمة". ونوه باجتماع طرابلس المقرر عقده الأحد المقبل بمشاركة أطراف إقليمية ودولية لمناقشة التطورات في دارفور. وتوقع أن يتمكن الاجتماع المرتقب من إنجاز الترتيبات المتعلقة بمكان المحادثات وموعد عقدها. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق للصحافيين أمس إن زيارة المبعوث الأممي إلى الخرطوم"تأتي بغرض ثكثيف الديبلوماسية المكوكية، على اعتبار أن مرحلة المفاوضات دنت وأن الشهرين الحالي والمقبل سيكونان حاسمين في هذا الاتجاه". وأشار إلى أن اجتماع طرابلس منتصف الشهر الجاري"سيتقرر خلاله عقد المفاوضات بين الحكومة والحركات المتمردة، وتحديد الحركات التي ستشارك وإن كانت ستأتي تحت مظلة واحدة وفي إطار تفاوضي واحد بأجندة موحدة وفهم واحد أم لا، والاتفاق على دعوة الأطراف لبدء المحادثات خلال آب أغسطس المقبل". إلى ذلك، بدأ المبعوث الخاص المشترك للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة إلى دارفور مهماته رئيساً لبعثة الاتحاد الأفريقي في السودان. واستقبل البشير ادادا بعد تسلم مهماته، تمهيداً لمباشرة عمله الجديد مع نشر القوات الهجين في دارفور مطلع العام المقبل. وقال المبعوث الجديد للصحافيين عقب لقائه البشير إنه أطلعه على طبيعة مهماته والتحضير في الوقت ذاته لنشر القوات. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن أدادا، وزير الخارجية الكونغولي السابق الذي عين بداية ايار مايو ممثلاً خاصاً للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، تفاؤله بنجاح مهمته، على رغم انه لم يخف الطبيعة المعقدة للمهمة التي سيقودها. وقال"إنها مهمة كبيرة وتحد لافريقيا ... إنها عملية صعبة". وشدد على أن"دعم القوة الافريقية الذي نتلقاه من شركائنا أمر حيوي اليوم لضمان نجاح مهمتنا"، وذلك في وقت يخشى فيه الافارقة أن يحجم الاوروبيون عن مواصلة تمويل هذه القوة. وأضاف أن"دعم قوة اميس هو الأمر الأكثر أهمية اليوم لأنه يضمن استمرار العمليات ونجاح العملية المشتركة. تلك هي الرسالة التي ينبغي أن نوصلها الى جميع شركائنا". وفي رأي الممثل الخاص للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ان التحدي الآخر يتمثل في ايجاد حل سياسي في دارفور، حيث انشق المتمردون الذين لم يوقعوا اتفاق السلام الى فصائل صغيرة تحاول المنظمتان جمعها. وتابع"من المؤكد ان مهمة حفظ السلام لن تسير في شكل سليم إلا اذا حظيت بدعم اتفاق سياسي"، معتبرا ان جهود الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي يمكن ان تفضي الى اتفاق مماثل. وتستضيف الخرطوم حالياً موفد الأممالمتحدة يان الياسون الذي يشرح الجهود الهادفة الى ايجاد حل سياسي في دارفور، وذلك عشية اجتماع دولي في ليبيا في 15 و16 تموز يوليو سيركز على الموضوع نفسه. ووصل زميله الافريقي سالم أحمد سالم في مهمة مماثلة، هي الرابعة منذ قررت الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي العمل معا على هذا الملف. وسيتوجه أدادا خلال الأيام المقبلة الى دارفور لاجراء اول لقاء ميداني مع القوة الافريقية، وقال انه يعول على تعاون الحكومة السودانية لنجاح مهمته. وأضاف:"في مهمة كهذه، لا يمكن القيام بشيء من دون دعم الحكومة السودانية".