أخفقت منطقة غرب آسيا التي تضم كل الدول العربية الواقعة في قارة آسيا تماماً في خفض معدلات الفقر التي اتجهت بدلاً من الانخفاض إلى التضاعف، لتكون بذلك المنطقة الوحيدة في العالم النامي التي طرأت فيها زيادة في نسب الفقر. وعلى النقيض، وعكس ما كان متوقعاً، اقتربت دول شمال أفريقيا المغاربية من تحقيق هدف خفض الفقر المدقع بمقدار النصف بحلول السنة 2015. ليس ذلك فقط، بل إن التفاوت في الدخل في هذه الدول هو الأدنى بين جميع المناطق النامية، رغم اتجاهه إلى التصاعد في أماكن أخرى من العالم النامي، مع الإشارة إلى أن هذه المنطقة لا تضم السودان وجيبوتي والصومال الواقعة في منطقة الصحراء الأفريقية. هذه النتائج توصل اليها تقرير للأمم المتحدة كشف أمس في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وتركز التقرير على تقويم اداء دول العالم في تحقيق أهداف الألفية. ويعني إخفاق دول غرب آسيا، ومنها الدول العربية المشرقية، في جهود تقليص الفقر أن سكانها الذين كانوا يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم أصبحوا أكثر فقرا من ذي قبل. ولم يقتصر الإخفاق على مكافحة الفقر، بل امتد إلى الجهود في تعميم التعليم الابتدائي. وما زالت هناك فجوة كبيرة في فرص التعليم والعمل والتمثيل السياسي للجنسين. لكن التقرير أشار إلى ثلاث نقاط مضيئة في كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين، بالنسبة الى مشاركة المرأة في الانتخابات. وعلى العكس، كان المأخذ الوحيد للتقرير على أداء منطقة شمال أفريقيا هو نفسه الإشادة الوحيدة في غرب آسيا، فأضعف النقاط في أداء المنطقة تمثل في كفالة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. لكن لدول المنطقة الحق في التفاخر بإنجازها في مجال محاربة الفقر، إذ تقترب من الهدف المتمثل في خفض الفقر المدقع بمقدار النصف بحلول السنة 2015، وخفض معدل الفقر من 2.6 في المئة إلى 1.4 في المئة بين 1990 و2004. كما تبين أن التفاوت في الدخل في هذه الدول هو الأدنى بين جميع المناطق النامية، رغم اتجاهه إلى التصاعد في أماكن أخرى من العالم النامي، كما حققت دول المنطقة نسب قيد في المدارس الابتدائية بنسبة 95 في المئة العام 2005. يشار إلى أن تقرير الأهداف التنموي للألفية 2007 هو تقويم إحصائي سنوي للتقدم صوب تنفيذ هذه الأهداف التي أقرّتها الدول الأعضاء في الأممالمتحدة العام 2000.