في اشارة إلى تصاعد حدة الازمة وازدياد حال التوتر بين حركة "حماس" والحكومة المقالة من جهة، وتنظيم "جيش الاسلام"، الذي يحتجز الصحافي الاسكتلندي ألان جونستون نشرت وزارة الداخلية و"كتائب القسام"المئات من عناصرهما حول حي الصبرة في مدينة غزة اعتباراً من فجر أمس. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية امس ان"كل الخيارات مفتوحة امامنا لانهاء معاناة الصحافي"آلن جونستون مراسل"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي المختطف في غزة. وقال هنية في لقاء مع الصحافيين الاجانب في مكتبه بغزة:"على مدار الشهور الماضية كانت هناك مفاوضات للافراج عن الصحافي آلن جونستون، ولكن للاسف لم تنجح بسبب تعنت الخاطفين، ونحن نؤكد انه من المستحيل ان نجعل الفلسطينيين كلهم رهينة للجهة الخاطفة". واضاف هنية"نعتبر كل الخيارات مفتوحة امامنا لانهاء معاناة الصحافي، ونؤكد انه لا توجد مظاهر خطف متبادلة بل هناك وزارة داخلية تعتقل متورطين في القضية ولن تتوقف هذه الاجراءات حتى نحسم هذا الامر". واوضح:"نحن حريصون على انهاء قضية جونستون سلميا لكن الاستمرار في الحجز يدفعنا للتفكير في البدائل". وقالت مصادر حقوقية ومحلية ل"الحياة"ان مئات من عناصر"القسام"والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية انتشروا في محيط حي الصبرة المعقل الرئيس ل"جيش الاسلام"الذي يتزعمه ممتاز دغمش القاطن وعائلته في قلب الحي المزدحم بالسكان والمنازل المتلاصقة. واعطى هذا التحرك من جانب الحكومة المقالة وحركة"حماس"مؤشرات إلى احتمال استخدام القوة العسكرية لاطلاق سراح مراسل"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي ألان جونستون المختطف من جانب"جيش الاسلام"منذ الثاني عشر من اذار مارس الماضي. واتهم"جيش الاسلام"في بيان أصدره أمس حركة"حماس"برفض وساطة شرعية من علماء ومشايخ فلسطين لوضع حد لمشكلة جونستون وعدد من المختطفين من الطرفين. وكانت القوة التنفيذية اعتقلت ليل الاحد - الاثنين الساعد الايمن والناطق باسم"جيش الاسلام"خطاب المقدسي واثنين من مرافقيه، فرد"جيش الاسلام"بخطف 12 من انصار حركة"حماس". وقال"جيش الاسلام"في بيانه ان"علماء ومشايخ قرروا التدخل بين جيش الاسلام وحماس للافراج عن المختطفين من الجانبين"، مضيفاً انه"تم الاتفاق على ان يتدخل الشيخ علي بن عودة الغفري أمير جماعة التبليغ والدعوة السلفية في قطاع غزة لاصلاح ذات البين، على ان يتم اطلاق جميع المختطفين من الطرفين". واشار التنظيم الى ان الخطوة التالية كانت تتضمن"الاحتكام الى شرع الله في خصوص الصحافي جونستون، على ان يتم تشكيل لجنة شرعية يختار كل طرف محكماً ويكون مفتي مدينة غزة الشيخ عبدالكريم الكحلوت مرجحاً". تحذير وحذر"جيش الاسلام"حركة"حماس"من الاستمرار في مساعيها لاطلاق جونستون بالقوة أو بخطف مزيد من عناصر التنظيم، وقال:"اذا كان الافراج عن الصحافي يكلفكم كل هذا الخطف، وان كنتم تظنون ان إخراجه سيعود عليكم بالنفع فأنتم واهمون". وحمل حركة"حماس"والقوة التنفيذية المسؤولية عن حياة المقدسي متهما حماس ب"التخبط". وقال ان"تصريحات المتحدثين باسم حماس - وما أكثرهم - لهي أشد برهاناً على مدى التخبط الكبير في موقفهم وعدم قدرتهم على تبرير قتالهم وخطفهم المجاهدين الذين ما خرجوا إلا للجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الله". ورد احد هؤلاء الناطقين على بيان"جيش الاسلام"، واصفا التنظيم بأنه"فصيل مقاوم والعلاقة معه تقوم على اسس سليمة، اسس المقاومة وتوجيه البندقية نحو الاحتلال الاسرائيلي". واستشهد الناطق باسم"حماس"أيمن طه في حديث ل"الحياة"بالعملية الفدائية التي نفذها مقاتلون من الحركة ولجان المقاومة الاسلامية و"جيش الاسلام"واسفرت عن اسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت. ورفض طه الكشف عن اسماء وسطاء يتحركون لايجاد حل لقضية جونستون. وقال إنه"كانت هناك جولات من الحوار المباشر وغير المباشر مع جيش الاسلام". واضاف:"نحن لم نقطع الاتصالات مع جيش الاسلام والجهود لا تزال مستمرة". وحول نشر عناصر مسلحة حول حي الصبرة، اعتبر طه ان هذه الاجراءات"ليست موجهة ضد جيش الاسلام بل ضد فئة مارقة مثيرة للفتن". ورفض الكشف عن هوية هذه"الفئة المارقة". ورداً على سؤال ل"الحياة"حول توقعات لموعد اطلاق جونستون، قال طه انه"كانت هناك مؤشرات إلى نية الافراج عنه"، عازياً عدم اطلاقه الى"تدخلات حصلت من رام الله لعدم اطلاقه، وهذا ما عرقل العملية بعدما كانت هناك نية لاطلاقه في اعقاب انهيار التيار الانقلابي"، في اشارة الى سيطرة الحركة على القطاع بالقوة أواسط الشهر الماضي.