على خلاف جاك شيراك، لن يتجاهل الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الفساد المستشري في عدد من البلدان الافريقية. فالقضاء الفرنسي يلاحق رئيسين أفريقيين، الرئيس الغابوني عمر بونغو، والرئيس الكونغولي دينيس ساسو - نغيسو. فثلاث جمعيات كونغولية ألفها قضاة كونغوليون يعيشون في الخارج، ادعت على هذين الرئيسين أمام القضاء الفرنسي. وقبول القضاء الفرنسي هذه الدعاوى، ومباشرته النظر فيها، دليل على انعطاف في السياسة الخارجية الفرنسية بأفريقيا. فالقضاء الفرنسي أعاد فتح ملف مقتل القاضي الفرنسي، برنار بوريل، قبل اثني عشر عاماً. ويومها، رأت عائلة القاضي ان ظروف موته مريبة. ويبدو ان الرئيس ساركوزي يشاطر أسرة بوريل رأيها، ويحرص على متابعة التحقيق في قضيته. وليس فتح القضاء الفرنسي ملفات الفساد في جيبوتي وكونغولا والغابون محض صدفة، بل هو فاتحة تخلي فرنسا عن علاقاتها التقليدية المريبة بالقادة الافارقة. فعمر بونغو ودينس ساسو ? نغيسو يملكان فنادق وشققاً فخمة بباريس. ويسعى القضاء الفرنسي الى معرفة مصدر أموال هذين الرئيسين، وظروف حيازتهما عقارات باهظة على الأراضي الفرنسية. فالشركات الفرنسية درجت على خطب ود عمر بونغو. فهو رئيس الغابون الغني بالنفط منذ أربعين عاماً. وسابقاً، كشفت فضيحة شركة"إلف"النفطية تقاضي مسؤولين افارقة وفرنسيين عمولات سرية. ولا ريب في ان أيام نفوذ جاك فوكار، أمين عام الشؤون الافريقية في الرئاسة الفرنسية بين 1960 و1974، المطلق بأفريقيا الفرنسية ولّت الى غير رجعة. فالرئيس الفرنسي الجديد عازم على طي صفحة سياسات سلفه الديغولية. وكان الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، يستخف بالتهم الموجهة إليه بحماية أنظمة فاسدة ورؤساء ديكتاتوريين. ويومها، بدا أن باريس تنتهج سياسة استعمارية حديثة تحت غطاء الفرنكوفونية. عن أمين لطفي، "الوطن" الجزائرية، 20/6/2007