توفي الممثل الفرنسي ميشال سيرو ليل الأحد - الاثنين عن عمر يناهز 79 سنة، بعد حياة فنية مميزة برع فيها في ادوار كوميدية كما في ادوار درامية. وبعد ان ادى الكثير من الادوار الثانوية، اشتهر سيرو عام 1978 وحقق نجاحاً استثنائياً في"قفص المجنونات"للمخرج ادواردو مولينارو، حاصداً اول جائزة اوسكار في حياته الفنية. وأدى سيرو في هذا الفيلم دور"آلبين"، مثلي الجنس المرهف والسريع التأثر الذي يتحول في كاباريه صديقه ريناتو الى شخصية"زازا نابولي"الجذابة والهزلية. وكانت القصة اساساً مسرحية كتبها جان بواريه صديق سيرو وأخرجها بيار موندي، الا ان النجاح الذي حققته وقد أداها الممثلان اكثر من 1500 مرة، حتم اقتباسها للسينما. وقال بواريه عن سيرو:"كان كثير الحركة والارتجال على المسرح". وعلق مولينارو:"لم يكن من السهل على هذين الممثلين الشديدي الشغف بالنساء تجسيد مثليي الجنس". ولقي الفيلم نجاحاً باهراً في فرنسا حيث اجتذب خمسة ملايين مشاهد. ووصلت شهرته الى الولاياتالمتحدة حيث رشح لثلاث جوائز اوسكار وحاز سيرو عن دوره فيه جائزة سيزار فرنسية وجائزة دوناتيلو ايطالية. وأدى سيرو خلال مسيرته السينمائية الذي استمرت اكثر من نصف قرن أدواراً في نحو 135 فيلماً والكثير من الافلام التلفزيونية وعمل بإدارة بعض كبار المخرجين امثال كلوزو وشابرول وموكي وأوديار وبلييه وزيدي وكاسوفيتز. بدأ حياته الفنية عام 1948 في فرقة روبير ديري الكوميدية"لي برانكينيول"وتابع العمل بعدها مع صديقه جان بواريه، فكان يظهر في الحانات الليلية الباريسية ويعود اول ظهور له على الشاشة الكبيرة عام 1954 في فيلم"آ لي بيل باكانت"للمخرج جان لوبينياك. ادى ميشال سيرو خلال عشرين عاماً كماً من الادوار لم يكن يختارها فعلاً وفق معايير نوعية. فكان يصف مشاركته في الكثير من الافلام الفاشلة بأنها"تمارين فنية". وفي نهاية السبعينات، بدأ يظهر في ادوار ذات نوعية ومنها ادوار درامية مثل"غارد آ فو"موقوف رهن التحقيق لكلود ميلر عام 1981 والذي جعله يفوز بثاني جائزة سيزار و"اون نو مور كو دو فوا"لا نموت سوى مرتين للمخرج جاك ديري عام 1985. وبعد دور"زازا"، كانت له ادوار اخرى لافتة في عدد من الافلام منها"لو دكتور بوتيو"الطبيب بوتيو للمخرج كريستيان دو شالونغ عام 1989 و"نيلي والسيد ارنو"لكلود سوتيه عام 1996، وقد فاز بثالث جائزة اوسكار عن دوره في هذا الفيلم الاخير. وتابع العمل المسرحي فلقي نجاحاً كبيراً في مسرحية"لافار"البخيل عام 1986 ومسرحية"نوك"عام 1992. وأثارت وفاة سيرو تأثراً كبيراً في فرنسا سواء في عالم الاستعراض او بين السياسيين، وكان الرئيس نيكولا ساركوزي من الاوائل الذين اشادوا به. وقال ساركوزي في بيان:"فارقنا احد كبار اسماء المسرح والسينما والتلفزيون".