أثار أسلوب المغني والعازف العراقي إلهام المدفعي في الغناء وتحديثه الأغاني الفولكلورية العراقية معارضة الكثير من أبناء الجيل القديم، ولكنه حمّس الشباب ودفعهم للاستماع الى القديم بصيغته الجديدة. بدأ المدفعي العزف على الغيتار منذ ستينات القرن الماضي، واشتهر في الدول العربية والعالم في العقد الأخير بتقديمه الأغاني العراقية القديمة في لون جديد من الهام المدفعيالجاز الحديث دامجاً بين العزف الغربي والشرقي. وقال المدفعي، وهو من الأوائل الذين عزفوا الغيتار في العراق وأنشأوا فرقة موسيقية:"أدينا الأغنية بمصاحبة الآلة، وقدمناها في شكل وإطار جديدين وأزلنا الغبار عن الأغنية الفولكلورية القديمة". وأضاف المدفعي الذي يعيش في العاصمة الأردنية عمان مع عائلته:"كان هناك رد فعل كبير من المجتمع، إذ لم يكن قابلاً بتطوير الأغنية". ويعتمد المدفعي أسلوباً مختلفاً في العزف، أسلوب الارتجال بطريقة الجاز الحديث، كما أنه عزف المقامات العربية على آلة الغيتار. ويُنتظر صدور ألبومه الجديد الذي يتضمن مزيداً من الأغاني الفولكلورية العراقية في الشهرين القادمين. وقال المغني العراقي انه من أوائل من أدخلوا الآلات الحديثة كالغيتار الكهربائي والبيانو الى الموسيقى العربية في العراق وربما في العالم العربي. وأضاف:"بالنسبة الى المجتمع البغدادي الشباب تحركوا مع الإيقاع الجديد. إيقاع أسرع بكلام عراقي. أما بالنسبة الى الأهل فلم يقبلوا. كيف يدق أغنية"فوق النخل"بالغيتار...". وإضافة الى أغنية"فوق النخل"، حدّث المدفعي أغاني قديمة أخرى مثل"خطار"و"شل شل علي الرمان"و"محمد بويه محمد"والتي لاقت صدى واسعاً بين الشباب العربي. وجال المدفعي الذي ترك العراق في أواخر السبعينات مدن العالم، ناقلاً موسيقاه التي ابتكرها ليس فقط إلى الجالية العراقية والعرب في العالم، ولكن لغير الناطقين باللغة العربية أيضاً. وقال:"ثبتنا بصمتنا في العالم. كانت تجربة رائعة أن أعزف أمام 5000 شخص لا يتحدثون العربية. الكل يتحرك دون ان يعرفوا اللغة". وحصل المدفعي على جائزة"البلاتينوم"عام 2001، لأكثر الألبومات مبيعاً، كما ترشح لجائزة عالمية مخصصة للشرق الأوسط من"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي العام الماضي. ويتوقع ان يصدر المدفعي ألبوماً جديداً في أيلول سبتمبر المقبل. وقال المغني العراقي ان الألبوم الذي يحمل اسم"دشداشة"يضم أغاني تراثية وأغنيات حديثة، إضافة الى أغنية باللغة الإيطالية وأخرى جاز بالانكليزية. وعن المعارضة التي واجهها وتأثيرها في موسيقاه، قال:"استمررت لأنني مقتنع بعملي واننا وصلنا الى المرحلة المطلوبة". وعلى رغم شهرته في العالم وتجواله المستمر، إلا ان حنينه ما زال يأخذه إلى بلده العراق حيث يؤلمه رؤية الدمار الذي استهدف شريان الحضارة والفن فيه. وقال:"لست إنساناً سياسياً، ولكن عندي رأيي واقرأ الصحيفة وأسمع الأخبار، وهذا يجعلني أنتمي الى البلد أكثر. أشعر انه مهما عملت في حياتي لن أكون لبنة صغيرة في بابل". وأضاف ان ما يحدث للعراق"كارثة على العالم ومسح للتاريخ الذي بدأ من هناك".