إلهام المدفعي، فنان عراقي من جيل الروّاد وواحد من ضحايا النظام السابق وإن كان لم يتورط في السياسة. اكتشف هذا المغني والموسيقي والمؤلف تعلقه بالغيتار وهو في ربيعه ال12. شكّل إلهام المدفعي واحدة من أولى الفرق الموسيقية في العراق وسمّاها "الأعاصير" Twisters، قبل أن ينتقل مكرهاً إلى لندن لدراسة الهندسة الكهربائية. انضم إلى فرقة موسيقية في عاصمة الضباب وعزف في "بيت البغدادي" في لندن، ثم عاد إلى بلاده عام 1967 وتخلى عن دراسة الهندسة متفرغاً للفن ليسطع نجمه، اذ شكّل فرقة موسيقية قدمت مزيجاً جمع بين الأسلوبين الأندلسي والتراث العراقي، وسار على خطى المغني ناظم الغزالي الذي توفي في الستينات. أخذ إلهام المدفعي الأغاني القديمة والمتوارثة وطوّرها، معيداً توزيع موسيقاها ومكثراً من استخدام الآلات الغربية إلى جانب الآلات الموسيقية العراقية التراثية مثل الجوزة والعود والسنطور والقانون. كما أدخل الجاز إلى الأغنية العراقية، فخرج بها من رتابتها وسوداويتها ومحليتها، مبدعاً نموذجاً غنائيا جديدا جعل الأغنية العراقية تنافس الأغاني الغربية، الأمر الذي اثار عاصفة من الاعتراضات. غادر العراق عام 1979 ليعود إليها من جديد عام 1991، مشكّلاً فرقة حملت اسمه. ورحل عنها من جديد عام 1994 بعدما نجح في إيصال أغانيه إلى العراقيين في المنفى وذاع صيته في لبنان والأردن وسائر الأقطار العربيّة حتّى المغرب. بعد نجاح ألبومه "خطار"، انتقل المدفعي للعيش في عمّان، على مقربة من جمهوره الأساس. أصدر "البوم .. إلهام المدفعي" وألحقه ب"إلهاميان" عام 2002. في السادس عشر من آب أغسطس يقدم إلهام مدفعي حفلة على المسرح المكشوف في دار الأوبرا في القاهرة.