سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبعوث الرباعية شدد للقادة الاسرائيليين على ضرورة ان يكون مؤتمر الخريف ذا مضمون ... واسرائيل تقررمعانقته و "تدليله" لاستمالته وتريد اقتصار مهمته على بناء مؤسسات السلطة
حرصت إسرائيل على إحاطة زيارة مبعوث الرباعية الدولية توني بلير بدفء كبير وعلني في مسعى منها لاستمالته إلى جانبها لقناعتها، وفقاً لمصادر سياسية رفيعة المستوى، أنه خير وسيط وصديق صدوق لإسرائيل حتى أنه أفضل من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وأضافت المصادر ان رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت تعمد استقبال ضيفه وصديقه"بحفاوة"على مأدبة عشاء، مساء أمس. وكان بلير واصل لقاءاته أمس مع أركان الدولة العبرية بعد أن التقى مسأء أول من أمس كلا من وزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني والنائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون وأكد لهم وجوب أن يكون المؤتمر الإقليمي الذي دعا اليه الرئيس الأميركي في الخريف المقبل ذا فحوى ومضمون وليس مجرد مناسبة لالتقاط الصور والمصافحات وإلقاء الكلمات". من جهتها اعتبرت ليفني اللحظة الحالية في المنطقة"حرجة"يمكن استغلالها لإحداث نقطة تحول فيها". وأكد سدنة الدولة العبرية في محادثاتهم مع بلير أهمية حصر مهمته في بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية"وخصوصاً الأجهزة الأمنية"لاعتبارها الأمر"مصلحة إسرائيلية". كما حضوا ممثل الرباعية على مقاطعة حركة حماس"والعمل على الساحة الدولية للحؤول دون منح هذه الحركة الشرعية"طالما لم تفِ بالشروط الثلاثة التي حددتها الرباعية الدولية". كما كرر المسؤولون الإسرائيليون طلبهم أن لا يتحول مؤتمر الدول المانحة للسلطة الفلسطينية في أيلول سبتمبر المقبل حدثاً سياسياً. وقال بلير بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إنه حضر إلى المنطقة ليصغي ويتعلم وانه يؤمن بأن ثمة فرصة سانحة لدفع العملية السياسية من خلال العمل الجاد المتواصل الذي يستغرق وقتاً. من جهته قال بيريز لضيفه إن إسرائيل ستقدم كل مساعدة ممكنة لينجح بلير في مهمته"لأن من شأن ذلك أن يساعدنا نحن أيضاً". وأضاف انه يؤمن بفرص نجاح بلير في مهمته"وتجاوز الشكوك والصعاب والمخاوف المتبادلة". وتابع انه على ثقة بأن ثمة فرصة حقيقية للدفع باتجاه السلام،"ولا أرى شخصية أنسب من توني بلير للقيام بهذه المهمة نظراً لمكانته الرفيعة وقدراته على معالجة الوضع"، داعياً المجتمع الدولي أن يساعده في مهمته. وكرس زعيم حزب"ليكود"المعارض بنيامين نتانياهو لقاءه مع بلير للتهويل من"الخطر الذي يشكله المشروع النووي الايراني على السلام في المنطقة والعالم كله". ودعا نتانياهو إلى محاصرة"حماس"اقتصادياً لإسقاطها عن الحكم. وأضاف ان الرخاء الاقتصادي في أراضي السلطة الفلسطينية هو الذي سيدفع نحو السلام وليس بالعكس. ونقل عنه قوله أيضاً إن السلطة الفلسطينية ضعيفة وان"المجتمع الفلسطيني ممزق بين الفساد وبين الأصولية الإسلامية". واضاف ان ضعف القيادة الفلسطينية الحالية"يحول دون قدرتها على محاربة حماس، لذلك يجب أن يبقى الأمن في الضفة المحتلة بيد الجيش الإسرائيلي إلى جانب إقامة مشاريع اقتصادية في الضفة الغربية بدعم دولي لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني". واتفق بلير مع نتانياهو في ما يتعلق ب"الخطر الايراني"وأضاف ان التقدم في العملية السياسية في الشرق الأوسط سيساعد في خلق ائتلاف بين الجهات المعتدلة ضد ايران. وكتب المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألوف بن ان إسرائيل قررت استقبال بلير ب"العناق"لرؤيتها ان مهمته تشكل فرصة كبيرة لإسرائيل. وأوضح:"في العالم، قلائل هم الذين يتمتعون بمثل وزن بلير ومكانته وعلاقاته وخبرته. حتى ان التقدير الراجح بأن بلير لن يكتفي بالتفويض المقلص الممنوح له بل سيسعى ليكون وسيطاً في حل سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين لم يعد يقلق إسرائيل، فالأفضل بالنسبة اليها أن يكون هو الوسيط لا شخصاً آخر أقل منه وداً". وأضاف المعلق ان رئيس الحكومة الإسرائيلية سيستغل مكانة بلير الرفيعة ليمرر عبره رسالة إلى العالم تقول إن إسرائيل راغبة حقاً في التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وليست معنية بمواصلة احتلال الضفة الغربية كما انها معنية بصدق بتدعيم مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن. وزاد ان اولمرت معني أيضاً في ان يكون بلير قناة اتصال مع السعودية وغيرها من الدول العربية. وأشار المعلق إلى أن إسرائيل تأخذ في حسابات تعاطيها مع بلير حقيقة علاقاته الحميمة مع الرئيس الأميركي جورج بوش وهي مدركة أن لا مشكلة لدى رئيس الوزراء البريطاني السابق أن يرفع شكوى إلى بوش مباشرة في حال واجهت مهمته عقبات. كما لفت إلى حقيقة ان إسرائيل لم تحسن التعاطي مع المبعوث السابق للرباعية جيمس ولفنسون"الذي أنهى مهمته محبطاً وحزيناً". وزاد ان العبرة من فشل ولفنسون تمثلت بقرار إسرائيلي ب"تدليل المبعوث الجديد ومعانقته"ما يعني انها ستعمل على تفادي تعرضها لانتقادات من بلير،"وستحاول استمالته إلى جانبها على الأقل حتى تطفو خلافات جوهرية". وختم المعلق ان المهمة الحقيقية لبلير ستبدأ في زيارته المقبلة بعد شهرين للتحضير للمؤتمر الدولي وعندها سيعرض على الإسرائيليين والفلسطينيين نياته وبرامجه التفصيلية. وأضاف ان الخلافات التي تتوقعها إسرائيل مع ممثل الرباعية الدولية ستدور أساساً حول نظرة كل من الجانبين المختلفة إلى عدد من الأمور ففي حين يعتقد بلير ان النزاع العربي - الإسرائيلي هو مصدر عدد من الصراعات الدولية الكبرى وانه قابل للحل وأن الحل معروف، ترى تل أبيب ان الحل أشد تعقيداً مما يعتقد بلير. ثانياً، نقل في الأشهر الأخيرة عن أوساط بلير انه لا يلغي احتمال التفاوض مع سورية ومع حركة"حماس"وهذه"أفكار لا تثير حماسة في أوساط اولمرت".