تصدرت آفاق عملية السلام والتحضيرات للمؤتمر الدولي الذي دعا البيت الأبيض الى عقده في الخريف المقبل، اللقاءات التي عقدها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في واشنطن امس مع وزيري الخارجية كوندوليزا رايس والدفاع روبرت غيتس، قبل لقائه الرئيس جورج بوش لاحقا، في وقت أعلنت الخارجية الأميركية عن توجه رايس وغيتس الى المنطقة الاثنين المقبل في جولة ستشمل المملكة العربية السعودية ومصر والأراضي الفلسطينية واسرائيل. واستمر اجتماع عبدالله الثاني مع رايس اكثر من ساعة، وأجمع خلاله الطرفان على اعتبار الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني"القضية المحورية في المنطقة". وأكد الجانب الأردني"ان الحلول لمسائل اقليمية شائكة عدة مرتبطة مباشرة بالتوصل الى حل للقضية الفلسطينية". وتطرق الجانبان الى الخطوات الواجب اتخاذها لمساعدة السلطة الفلسطينية ودعم موقع رئيسها محمود عباس وحكومة سلام فياض، كما بحثا في آفاق عملية السلام والاقتراحات لجدول أعمال المؤتمر الدولي للسلام الذي سترأسه رايس بمشاركة أطراف اقليميين وممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية. وعقد العاهل الأردني بعد لقائه مع رايس اجتماعاً مطولا مع غيتس بحثا خلاله في الجوانب الأمنية وسبل مساعدة السلطة الفلسطينية وتحسين عمل الأجهزة الأمنية اضافة الى ضمان"عدم تسلل ارهابيين"الى قطاع غزة عبر الحدود الأردنية بعد سيطرة"حماس"على القطاع. وأعلنت الخارجية الأميركية أن رايس وغيتس سيتوجهان الاثنين المقبل الى المنطقة للبحث في الموضوع العراقي والتحضير للمؤتمر في جولة ستشمل السعودية ومصر شرم الشيخ واسرائيل وتستمر أربعة أيام يعود بعدها غيتس الى واشنطن، فيما تكمل رايس جولتها في الأراضي الفلسطينية واسرائيل. في غضون ذلك، اجرى الممثل الجديد للجنة الرباعية الدولية في الشرق الاوسط رئيس الوزراء البريطاني توني بلير محادثات في القدسالمحتلة مع ابرز الساسة الاسرائيليين وفي رام الله مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض والتقى عدداً من رجال الاعمال الفلسطينيين حول مائدة غداء. واعترف بلير في رام الله انه يحمل تفويضاً اقتصادياً فقط، لكنه قال انه سيعمل على تطويره ليكون سياسياً ايضاً. ونصح بلير الرئيس عباس بوضع خطة لإقامة دولة فلسطينية تشمل مختلف الميادين الامنية والسياسية والاجتماعية، معتبراً ان مثل هذه الخطة ستستقطب اهتمام المجتمع الدولي وتسمح بتوفير دعم سياسي لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. اما إسرائيل فحرصت على إحاطة زيارة بلير بدفء كبير وعلني في مسعى منها لاستمالته إلى جانبها. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى ان رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت تعمد استقبال ضيفه وصديقه"بحفاوة"على مأدبة عشاء مساء أمس. والتقى بلير ايضاً الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ووزير الدفاع رئيس حزب العمل ايهود باراك ورئيس حزب ليكود رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني والنائب الاول لرئيس الوزراء حاييم رامون، وأكد لهم وجوب أن يكون المؤتمر الإقليمي في الخريف المقبل"ذا فحوى ومضمون وليس مجرد مناسبة لالتقاط الصور والمصافحات وإلقاء الكلمات".