اكد مسؤولون وناشطون حقوقيون امس ان محنة الفلسطينيين العالقين على معبر رفح الحدودي لقطاع غزة تزداد سوءاً مع انسداد الافق بفتح المعبر المغلق منذ اكثر من اربعين يوما. وقال راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة:"لا يتعلق الامر بنحو 6 الاف شخص ينتظرون على الجانب المصري من الحدود بينهم 1800 حالة مرضية فقط، ولكن ثمة ايضا آلافا آخرين في مصر ودول اخرى باتوا غير قادرين على الوصول الى منازلهم في القطاع". واضاف:"لم يعد بمقدور اي شخص يحمل وثيقة سفر فلسطينية ومقيم في الخارج ووجهته النهائية القاهرة مغادرة مكانه. هناك مئات اخرون عالقون في دول مختلفة من العالم". واعتبر الصوراني ان"اسرائيل بصفتها قوة الاحتلال التي ما زالت تسيطر على غزة عملاً وقانوناً، هي المسؤول الاول عن هذا الوضع الكارثي". وقد الغى آلاف آخرون مقيمون في الخارج مشروعهم بزيارة القطاع مع اقتراب نهاية عطلة الصيف. واغلقت اسرائيل معبر رفح في العاشر من شهر حزيران يونيو الماضي مع اندلاع المواجهات بين حركتي"فتح"و"حماس"وسيطرة"حماس"على غزة، ولم تعاود فتحه بحجة عدم تمكن قوات امن الرئاسة الفلسطينية من الوصول اليه. ويقضي اتفاق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بتولي مراقبين اوروبيين الاشراف على المعبر وقيام امن الرئاسة التابع للرئيس محمود عباس بتولي مسؤولية الامن. وتسبب جدل دائر بين الرئاسة الفلسطينية وحكومة اسماعيل هنية المقالة التي تشرف على قطاع غزة حول المسؤولية عن وضع المعبر في تعقيد امكانية التوصل الى حل قريب للمشكلة. وقال رياض المالكي، وزير الاعلام في حكومة سلام فياض:"الافاق مسدودة وحكومة حركة حماس تتحمل المسؤولية برفضها السماح بفتح معبر كرم ابو سالم كبديل حالي وهي لا تعير اي اهتمام للوضع الكارثي الانساني الذي لحق بالمواطنين وتفشل كل محاولة جديدة بالتوصل الى حل". لكن الحكومة المقالة تقول ان الرئيس عباس هو الذي يقف وراء اغلاق المعابر لتحقيق اهداف تتعلق بفرض ضغوط على حركة"حماس"اثر سيطرتها على قطاع غزة. وقال زياد الظاظا، وزير العمل في الحكومة المقالة:"الحقيقة ان الرئيس عباس هو الذي طلب رسميا من الاحتلال اغلاق المعابر حتى يتسنى له والاسرائيليين تشديد الحصار"على"حماس". وردا على سؤال حول عدم سماح حكومته لحرس الرئاسة باستئناف العمل على المعبر حتى يتسنى فتحه، قال الظاظا ان"جهاز امن الرئاسة متورط في قضايا تهريب وتبييض اموال ولدينا ادلة تثبت ذلك". وانخرطت حركة"حماس"والرئاسة في حملة اتهامات وتحريض متبادلة تتعاظم يوما بعد يوم. وقال الصوراني:"على كل من حماس والرئاسة تحمل مسؤولياتهما والكف عن اللعب السياسي بآلام ومعاناة المواطنين. الاتفاق يقضي بتولي امن الرئاسة مسؤولية الامن على المعبر وعلى حماس القبول بذلك". لكن مصادر مطلعة تقول ان الرئاسة لن ترسل عناصر امنها الى المعبر خشية من تجدد المواجهات مع"حماس". وتقول"حماس"انها قدمت اقتراحاً يقضي بتولي شركة خاصة ادارة المعبر مع قيام الشرطة او شركة خاصة ايضا بمسوؤلية الامن، وفق ما اكد الظاظا. واعتبر الصوراني ان مشكلة المعبر كانت قائمة قبل سيطرة"حماس"على قطاع غزة الشهر الماضي وقال:"اغلقت اسرائيل معبر رفح في العام 2006 الماضي مدة بلغت تسعة شهور". واضاف ان"المعاناة والمهانة التي يتعرض لهما المسافرون على معبر رفح ليس لهما مثيل. انه المكان حيث الحركة تدمر".